للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَمُسلم صريع فجَاء إِلَيْهِ الْحُسَيْن ودعا لَهُ ودنا مِنْهُ حبيب بن مظَاهر واستوصاه وَقَالَ أوصِي إِلَيْك بِهَذَا أَن تَمُوت دونه وَأَشَارَ إِلَى الْحُسَيْن فَقَالَ أفعل ثمَّ قضى مُسلم وصاحَتْ جَارِيَته وسمعها شمر بن ربعي وَقد سمع أَصْحَابه يَقُولُونَ قتلنَا مُسلم بن عَوْسَجَة فنكر قَتله وتسخط وَقَالَ أتفرحون لمثل مُسلم وَعدد مواقفه ثمَّ حمل فِي المسيرة فثبتوا ثمَّ حملُوا على الْحُسَيْن وَأَصْحَابه من كل جَانب وهم يكْرهُونَ وَلَا يحملون على جَانب من خيل الْكُوفَة إِلَّا كشفوا وَبعث عُرْوَة بن قيس وَهُوَ على خيل الْكُوفَة إِلَى عمر بن سعد أَن ابْعَثْ إِلَيْنَا الرِّجَال وَالرُّمَاة فَقَالَ لشبيب بن ربعي تقدم فَقَالَ مثلي لَا يبْعَث فِي الرُّمَاة وَكَانَ يكره ذَلِك الْقِتَال كُله فَقَالَ للحصين بن تَمِيم تقدم فرشقوا الْحُسَيْن وَأَصْحَابه بِالنَّبلِ فعقروا خيولهم وأرجلوهم وَقَاتل الْحر بن يزِيد أَشد قتال إِلَى أَن انتصف النَّهَار وَلَا يقدرُونَ يأتونهم إِلَّا من وَجه وَاحِد لِاجْتِمَاع مضاربهم فَبعث عَمْرو من يقوض تِلْكَ الْأَبْنِيَة وَكَانَ أَصْحَاب الْحُسَيْن يتخللون الْأَبْنِيَة فيقتلون الرجل يعرض أَو ينهب فَأمر عمر بن سعد فأضرمت نَار ومنعت الْعَدو من الْجَوَاز من جَانبهَا وَبلغ شمر فسطاط الْحُسَيْن ليحرقه بالنَّار فصاح بِهِ الْحُسَيْن وَالنِّسَاء وَجَاء شبيب بن ربعي فزجره عَن ذَلِك فَرجع وَاتبعهُ زُهَيْر بن الْقَيْن فِي عشيرة فكشفهم عَن الْبيُوت وَقتلُوا من أَصْحَاب شمر أَبَا عوزة الضبابِي وَعطف عَلَيْهِم فَأصَاب مِنْهُم ثمَّ حضر وَقت الصَّلَاة وَذكر أَبُو ثُمَامَة الْأنْصَارِيّ بِالصَّلَاةِ فَقَالَ الْحُسَيْن الْإِمْهَال لنصلي وَوَقع الْكَلَام فِي ذَلِك بَين الْحصين بن زيد من أهل الْكُوفَة وحبِيب ابْن مظَاهر من أَصْحَاب الْحُسَيْن وَقتل الحبيب رجل من بني تَمِيم وَقَتله الْحصين وَلما قتل حبيب هد ذَلِك من الْحُسَيْن ثمَّ حمل الْحر بن يزِيد فقاتل حَتَّى قتل ثمَّ صلى الْحُسَيْن الظّهْر صَلَاة الْخَوْف ثمَّ اشْتَدَّ الْقِتَال بعد الصَّلَاة وخلصوا إِلَى الْحُسَيْن فاستقدم الْحَنَفِيّ أَمَامه واستهدف لَهُم فَرَمَوْهُ حَتَّى سقط وَقَاتل زُهَيْر بن الْقَيْن حَتَّى قتل وَأسر يافع بن هِلَال الْجملِي بعد أَن قتل اثْنَي عشر مِنْهُم وَقَتله شمر فتنافر أَصْحَاب الْحُسَيْن أَن يقتلُوا بَين يَدَيهِ فَقتل مِنْهُم جمَاعَة ثمَّ رموا بِالْحِجَارَةِ من كل جَانب واستأذنه الضَّحَّاك بن عبد الله فِي الِانْصِرَاف والنجاة فَأذن

<<  <  ج: ص:  >  >>