وبويع بعده ابْنه مُعَاوِيَة فَمَكثَ ثَلَاثَة أشهر ثمَّ خطب النَّاس وَقَالَ إِنِّي ضَعِيف عَن أَمركُم وَطلبت لكم مثل عمر بن الْخطاب حِين اسْتَخْلَفَهُ أَبُو بكر فَلم أَجِدهُ فطلبت سِتَّة مثل أهل الشورى فَلم أجدهم فَأنْتم أولى بأمركم اخْتَارُوا لَهُ وَدخل منزله فَمَاتَ يُقَال مسموماً وَصلى عَلَيْهِ الْوَلِيد بن عتبَة بن أبي سُفْيَان وَهلك ليومه بالطاعون وَقيل إِن مُعَاوِيَة بن يزِيد أوصى الضَّحَّاك بن قيس أَن يُصَلِّي بِالنَّاسِ حَتَّى تجمع النَّاس على إِمَام قَالَ الْعَلامَة ابْن السُّبْكِيّ إِن مُعَاوِيَة بن يزِيد بن مُعَاوِيَة لما خلع نَفسه صعد الْمِنْبَر فَجَلَسَ طَويلا ثمَّ حمد الله وَأثْنى عَلَيْهِ بأبلغ مَا يكون من الْحَمد وَالثنَاء ثمَّ ذكر النَّبِي
لأحسن مَا يذكر بِهِ ثمَّ قَالَ أَيهَا النَّاس مَا أَنا بالراغب فِي الائتمار عَلَيْكُم لعَظيم مَا أكرهه مِنْكُم وَإِنِّي أعلم أَنكُمْ تكرهونا أَيْضا لأَنا بلينا بكم وبليتم بِنَا إِلَّا أَن جدي مُعَاوِيَة نَازع هَذَا الْأَمر من كَانَ أولى بِهِ مِنْهُ وَمن غَيره لِقَرَابَتِهِ من رَسُول الله
وعظيم فَضله وسابقيته أعظم الْمُهَاجِرين قدرَاً وأشجعهم قلبَاً وَأَكْثَرهم علما وأولهم إِيمَانًا وأشرفهم منزلَة وأقدمهم صُحْبَة ابْن عَم رَسُول الله