للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من الشرق إِلَى الغرب وَحصل عِنْده برد النَّبِي

وَأما الْقَضِيب والمخصرة فَإِن مَرْوَان بن مُحَمَّد لما تَيَقّن بِالْقَتْلِ دفنهما حسداً فَدلَّ عَلَيْهِمَا غُلَام فأخرجهما عَامر ابْن إِسْمَاعِيل الْمذْحِجِي الدَّاخِل على مَرْوَان الْكَنِيسَة وَأرْسل بهما إِلَى السفاح وَاسم أمه ريطة بنت عبيد الله من ذُرِّيَّة حَارِث بن مَالك بن ربيعَة وَلذَلِك يُقَال السفاح ابْن الحارثية وَكَانَ بَنو أُميَّة يمْنَعُونَ بني هَاشم من نِكَاح الحارثيات لأَنهم كَانُوا يرَوْنَ أَن زَوَال ملكهم على يَد ابْن حارثية فَلَمَّا ولي الْخلَافَة عمر بن عبد الْعَزِيز أَتَاهُ مُحَمَّد بن عَليّ وَالِد السفاح فَقَالَ أُرِيد أَتزوّج ابْنة خَالِي من بني الْحَارِث فتأذن لي فَقَالَ لَهُ عمر تزوج من شِئْت فَتزَوج ريطة الْمَذْكُورَة فأولدها السفاح فانتقلت الحلافة إِلَيْهِ يفعل الله مَا يَشَاء وَيحكم مَا يُرِيد لَا راد لقضائه وَلَا مَانع لحكمه وَلما اسْتَقر السفاح فِي الْخلَافَة خرج عَلَيْهِ بعض أشياع بني أُميَّة وقوادهم وَكَانَ أول من نقض عَلَيْهِ حبيب بن مرّة المري من قواد مَرْوَان كَانَ بحوران والبلقاء خَافَ على نَفسه وَقَومه فَخلع وبيض وَمَعْنَاهُ لبس الْبيَاض وَنصب الرَّايَات الْبيض مُخَالفَة لشعار العباسية فِي ذَلِك وَتَابعه قيس وَمن يليهم والسفاح يَوْمئِذٍ بِالْحيرَةِ فزحف إِلَيْهِ عبد الله بن عَليّ عَم السفاح وبينما هُوَ فِي محاربته بلغه الْخَبَر بِأَن الْورْد مجزأَة بن الْكَوْثَر بن زفر بن الْحَارِث الْكلابِي نقض بِقِنِّسْرِينَ وَكَانَ من قواد مَرْوَان فَلَمَّا انهزم مَرْوَان وَقدم عَليّ عبد الله بن عَليّ بَايعه وَدخل فِي دَعْوَة العباسيين وَكَانَ ولد مسلمة بن عبد الْملك مجاورين لَهُ ببالس فَبعث بهم وبنسائهم الْقَائِد الَّذِي جَاءَهُ من قبل عبد الله بن عَليّ وَشَكوا ذَلِك إِلَى أبي الْورْد فَقتل الْقَائِد وخلع مَعَه أهل قنسرين وكاتبوا أهل حمص فِي الْخلاف وَقدمُوا عَلَيْهِم أَبَا مُحَمَّد بن عبد الله بن يزِيد بن مُعَاوِيَة وَقَالُوا هُوَ السفياني الَّذِي يذكر وَلما بلغ ذَلِك عبد الله بن عَليّ وادع حبيب بن مرّة وَسَار إِلَى أبي الْورْد بِقِنِّسْرِينَ وَمر بِدِمَشْق فخلف بهَا أَبَا غَانِم عبد الحميد بن ربعي الطَّائِي فِي أَرْبَعَة آلَاف فَارس مَعَ حرمه وأثقاله وَسَار إِلَى حمص فَبَلغهُ أَن أهل دمشق خلعوا وبيضوا وَأَقَامُوا فيهم عُثْمَان بن عبد الْأَعْلَى الْأَزْدِيّ وَأَنَّهُمْ هزموا أَبَا غَانِم وَعَسْكَره وَقتلُوا مِنْهُم مقتلة عَظِيمَة وانتهبوا مَا خَلفه عبد الله بن عَليّ عِنْدهم فَأَعْرض عَن ذَلِك وَسَار

<<  <  ج: ص:  >  >>