يشبنه ويهرمنه قَالَ اسفاح لَا وَالله مَا سَمِعت هَذَا مِنْك أَولا قلت بلَى وَالله فَقَالَ السفاح أتكذبني قلت فتقتلني نعم وَالله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن أبكار الْإِمَاء رجال إِلَّا أَنه لَيْسَ لَهُنَّ خصي قَالَ خَالِد فَسمِعت ضحكاً من خلف السّتْر ثمَّ قلت وَالله وأخبرتك أَن عنْدك رَيْحَانَة قِرْش وَأَنت تطمح بِعَيْنَيْك إِلَى النِّسَاء والجواري فَقيل لي من وَرَاء السّتْر صدقتَ وَالله يَا عماه بِهَذَا حدثته وَلكنه غير حَدِيثك ونطق بِمَا فِي خاطره عَن لسَانك فَقَالَ السفاح مَالك قَاتلك الله قَالَ خَالِد فانسللت وَخرجت فَبعثت لي أم سَلمَة بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم وبرذون وتخت ثِيَاب وَقَالَت الزم مَا سمعناه مِنْك ويروى أَنه سهر ذَات لَيْلَة وَعِنْده أنَاس من مُضر وَفِيهِمْ خَالِد بن صَفْوَان بن أهتم التَّمِيمِي الْمَذْكُور وناس من الْيمن فيهم إِبْرَاهِيم بن مخرمَة الْكِنْدِيّ فَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس هاتوا فافعلوا ليلتنا بمحادثتكم فَبَدَأَ إِبْرَاهِيم بن مخرمَة فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن أخوالك هم النَّاس وهم الْعَرَب الأول الَّذين كَانَت لَهُم الدُّنْيَا وَكَانَت لَهُم الْيَد الْعليا مَا زَالُوا ملوكاً وأربابا تداولوا الرياسة كَابِرًا عَن كَابر وَآخر عَن أول يلبس آخِرهم سرابيل أَوَّلهمْ يعْرفُونَ الْحَمد ومآثر الْحَمد مِنْهُم النعمانان والحمادان والقابوسان وَمِنْهُم غسيل الْمَلَائِكَة ومَنِ اهتز لمَوْته الْعَرْش وَمِنْهُم مُكَلم الذِّئْب وَمن كَانَ يَأْخُذ كل سفينة غصبَاً وَيجْرِي فِي كل نائية نهبَاً وَمِنْهُم أَصْحَاب التيجان وكماة الفرسان لَيْسَ من نبل وَإِن عظم خطره وَعرف أَثَره من فرس رائع أَو سيف قَاطع أَو مجن واق أَو درع حَصِينَة أَو درة مكنونةَ إِلَّا وهم أَرْبَابهَا وأصحابها إِن حل صيف قروه وَإِن سَأَلَهُمْ سَائل أَعْطوهُ لَا يبلغهم مُكَاثِر وَلَا يطاولهم مطاول وَلَا مفاخر فَمن مثلهم يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ الْبَيْت يمَان وَالْحجر يمَان والركن يمَان وَالسيف يمَان فَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس مَا أرى مُضر تَقول بِقَوْلِك هَذَا وَمَا أَظن خَالِدا يرضى بِمَا ذكرت فَقَالَ خَالِد إِن أذن أَمِير الْمُؤمنِينَ وَأمنت الموجدة تَكَلَّمت فَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس تكلم وَلَا ترهب أحدا فَقَالَ خَالِد يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ خَابَ الْمُتَكَلّم وَأَخْطَأ المقتحم إِذْ قَالَ بِغَيْر علم
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute