للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَلما صير الرشيد وَلَده الْأمين ولي عَهده بعده قَالَ سلم الخاسر قصيدة فِي ذَلِك يَقُول فِيهَا من // (الْكَامِل) //

(قُلْ للمنازلِ بالكَثِيبِ الأَغْفَرِ ... سُقِّيتِ غادِيةَ السماءِ المُمْطِرِ)

(قَدْ بايَعَ الثَّقَلَانِ مَهْدِِي الهُدَى ... لمحمدِ ابنِ زُبَيْدَةَ ابْنةِ جَعْفَرِ)

(قَدْ وَفَّقَ اللَّهُ الخليفَة إذْ بَنَى ... بَيْتَ الخلافةِ لِلْهِجَانِ الأَزْهرِ)

(فَهُوَ الخليفَةُ عَنْ أَبِيهِ وَجَدِّهِ ... شَهِدَا عَلَيْهِ بِمَنْظَرٍ وبِمَخْبَرِ)

فحشت زبيدة فَاه جَوَاهِر قيل باعة بِعشْرين ألف دِينَار قلت وَمن شعر سلم قَوْله من // (مخلع الْبَسِيط) //

(بَانَ شبابِي فَمَا يَحُورُ ... وطَالَ مِنْ لَيْلِيَ القَثصيرُ)

(أَهْدى لِيَ الشَّوْقَ وَهْوَ حُلْوٌ ... أَغَنُّ فِي طَرْفِهِ فُتُورُ)

(وَقَائِلٍ حِينَ شَبَّ وَجْدِي ... وَاشْتَعَلَ المُضْمرُ السَّتِيرُ)

(لَوْ شِئْتُ أَسْلَاكَ عَنْ هَوَاهُ ... قَلْبٌ لِأَشْجَانِه ذَكُورُ)

(فَقُلْتُ لَا تَعْجَلَنْ بِِلَوْمِي ... فَإِنَّمَا يُنْبِئُ الخَبِيرُ)

(عَذَّبَني والهَوَى صَغِيرُ ... فَكَيْفَ بِي والهَوَى كَبِيرُ)

(مَنْ رَاقَبَ النَّاسَ مَات غَمًّا ... وَفَازَ باِللَّذَّةِ الجَسُورُ)

وَسلم هَذَا اسْمه سلم بن عَمْرو الْبَصْرِيّ أحد الشُّعَرَاء الْمُحْسِنِينَ وَهُوَ غُلَام بشار بن برد مدح الْمهْدي والرشيد والبرامكة وَكَانَ عاكفاً على الْمعاصِي ثمَّ تزهد وتنسك مُدَّة مديدة ثمَّ مرق وَعَاد إِلَى اللَّهْو وَبَاعَ مصحفه وَاشْترى بِثمنِهِ ديوَان شعر فلقب لذَلِك الخاسر وَمن غَرِيب مَا اتّفق لهارون الرشيد أَن أَخَاهُ مُوسَى الْهَادِي لما ولي الْخلَافَة قبله سَأَلَ عَن خَاتم عَظِيم الْقدر كَانَ لِأَبِيهِ الْمهْدي فَبَلغهُ أَن الرشيد أَخذه فَطَلَبه مِنْهُ فَامْتنعَ فألحَ عَلَيْهِ فِيهِ فشق على الرشيد أَخذه فَطَلَبه وَمر على جسر بَغْدَاد فَرَمَاهُ فِي دجلة فَلَمَّا مَاتَ الْهَادِي وَولي الرشيد الْخلَافَة أَتَى إِلَى ذَلِك الْمَكَان بِعَيْنِه وَمَعَهُ خَاتم رصاص فَرَمَاهُ فِيهِ وَأمر الغطاسين أَن يلتمسوه فَفَعَلُوا فَاسْتَخْرَجُوا الْخَاتم الأول فعد ذَلِك من سَعَادَة الرشيد وَفِي سنة سبع وَثَمَانِينَ كَانَت نكبة الرشيد بالبرامكة

<<  <  ج: ص:  >  >>