للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مهموما رَأَيْت النَّبِي

مرَّتَيْنِ معرضًا عني بِوَجْهِهِ فغمني ذَلِك ثمَّ رَأَيْته مرّة ثْالثه فَقلت يَا رَسُول اللِّه ألستُ على الْحق فَلم تعرض عني قَالَ بلَى وَلَكِنِّي أَعرَضت عَنْك حَيَاء إِذْ قَتلك رجل من أهل بَيْتِي وروى البغداي أَن طَاهِر بن خلف قَالَ سَمِعت مُحَمَّدًا الملقب بالمهتدي بن الواثق يَقُول كنت عِنْد أبي الواثق إِذْ أَتَى بِرَجُل مَحْصُور مُقَيّد فَقَالَ السَّلَام عَلَيْك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ لَا سلم الله عَلَيْك فَقَالَ بئْسَمَا أدبك بِهِ من أدبك قَالَ تَعَالَى {وَإذَا حُيّيتمُ بِتَحِيَّة فَحَيّوا بأحسَنَ منهَا أَو رُدُّوهَا} النِّسَاء ٨٦ وَالله مَا حييتني بِأَحْسَن مِنْهَا وَلَا رَددتهَا فَقَالَ لَهُ أبي وَعَلَيْك السَّلَام فَقَالَ ابْن أبي دؤاد يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ الرجل مُتَكَلم فَقَالَ كَلمه وسله فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَنا مَحْبُوس مُقَيّد أُصَلِّي فِي الْحَبْس بِتَيَمُّم منعت المَاء فَمر بقيودي تحل وَمر لي بِمَاء أتطهر بِهِ فأصلي ثمَّ سل فَأمر لَهُ بِمَاء فَتَوَضَّأ وَصلى ثمَّ قَالَ لِابْنِ أبي دؤاد سَله فَقَالَ الشَّيْخ الْمَسْأَلَة لي فمره أَن يجيبني فَقَالَ سل فَأقبل الشَّيْخ على ابْن أبي دؤاد فَقَالَ أَخْبرنِي عَن هَذَا الْأَمر الَّذِي تَدْعُو النَّاس إِلَيْهِ أَشَيْء دَعَا إِلَيْهِ رَسُول الله

قَالَ لَا قَالَ فشيء دَعَا إِلَيْهِ أَبُو بكر بعده قَالَ لَا قَالَ فشيء دَعَا إِلَيْهِ عمر بن الْخطاب قَالَ لَا قَالَ فشيء دَعَا إِلَيْهِ عُثْمَان بن عَفَّان قَالَ لَا قَالَ الشَّيْخ فشيء دَعَا إِلَيْهِ عَليّ بن أبي طَالب قَالَ لَا قَالَ الشَّيْخ فشيء لم يدع إِلَيْهِ رَسُول الله

وَلَا أَبُو بكر وَلَا عمر وَلَا عُثْمَان وَلَا عَليّ تَدْعُو إِلَيْهِ أَنْت أَيهَا الْإِنْسَان لَيْسَ يَخْلُو أَن تَقول علموه أَو جهلوه فَإِن قلت علموه وسكتوا عَنهُ وسعنا وَإِيَّاك من السُّكُوت مَا وسع الْقَوْم وَإِن قلت جهلوه وعلمته أَنْت فيا لكع ابْن لكع يجهل النَّبِي

وَالْخُلَفَاء الراشدون شَيْئا وتعلمه أَنْت وَأَصْحَابك قَالَ الْمُهْتَدي بن الواثق فَرَأَيْت أبي وثب قَائِما وَدخل الْخلْوَة وَجعل ثَوْبه فِي فِيهِ يضْحك ثمَّ جعل يَقُول صدق لَيْسَ يَخْلُو من أَن يَقُول علموه أَو جهلوه فَإِن قَالَ علموه وسكتوا وسعنا مَا وسع الْقَوْم جزما قَالَ الْمُهْتَدي ثمَّ دَعَا أبي عماراً الْحَاجِب وَأمره أَن يُعْطي الشَّيْخ أَرْبَعمِائَة دِينَار وَيَأْذَن لَهُ فِي الرُّجُوع إِلَى وَطنه وَأَهله وَسقط من عينه ابْن أبي دؤاد وَلم يمْتَحن بعد ذَلِك أحدا

<<  <  ج: ص:  >  >>