للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فبذبح وطبخ لَحْمه وَصَارَ يتنقل بِهِ على شرابه فَلم يكن إِلَّا قَلِيل حَتَّى استسقى فأجمع الْأَطِبَّاء على أَن لَا دَوَاء لَهُ إِلَّا أَن ينزل بَطْنه ثمَّ يتْرك فِي التَّنور قد سجر بحطب الزَّيْتُون حَتَّى يصير جمراً ثمَّ يجلس فِيهِ فَفعل بِهِ ذَلِك وَمنع المَاء ثَلَاث سَاعَات فَجعل يستغيث وَيطْلب المَاء فَلَا يسقونه فَصَارَ فِي جسده نفاطات مثل الْبِطِّيخ ثمَّ أَخْرجُوهُ فَجعل بقول ردوني لى التَّنور وَإِلَّا مت فَردُّوهُ فسكن صياحه ثمَّ انفجرت تِلْكَ النفاطات وقطر مِنْهَا مَاء فَأخْرج من التَّنور وَقد اسود جَسَد فَمَاتَ بعد سَاعَة وَلما احْتضرَ جعل يَقُول

(أَلْمَوْتُ فِيهِ جَمِيعُ النَّاسِ تَشْترِكُ ... لَا سُوقَةٌ مِنْهُمُ يَبْقَى وَلَا ملِكُ)

(مَا ضَرَّ أَهْلَ قَلِيلٍ فِي تفَاقُرِهِمْ ... وَلَيْسَ يُغْنِي عنِ الْأَمْلَاكِ مَا ملَكُوا)

ثمَّ أَمر بالبسط فطويت وألصق خُذْهُ فِي الأَرْض وَجعل يَقُول يَا من لَا يَزُول ملكه ارْحَمْ من زَالَ ملكه قَالَ الذَّهَبِيّ روى عَن أَحْمد بن مُحَمَّد الواثقي أَمِير الْبَصْرَة عَن أَبِيه قَالَ كنت أَدخل فِي مرض الواثق عَلَيْهِ إِذْ لحقته غشية فَمَا شككنا أَنه مَاتَ فَقَالَ بَعْضنَا لبَعض تقدمُوا فَمَا جسر أحد فتقدمت أَنا فَلَمَّا صرت عِنْد رَأسه وَأَرَدْت أَن أَضَع يَدي على أَنفه لحقته إفاقة فَفتح عَيْنَيْهِ فكدت أَمُوت فَزعًا أَن يراني قد مشيت إِلَى غير رتبتي فَرَجَعت إِلَى خلف فتعلقت قبيعة سَيفي بالعتبة فَعَثَرَتْ على سَيفي فاندلق فكاد أَن يدْخل فِي لحمي فَسلمت وَخرجت واستدعيت بِسيف وَجئْت فوقفت سَاعَة فَتلفت الواثق تلفاً لم يشك فِيهِ فشددت لحييْهِ وغمضته وسجيته وَجَاء الفراشون فَأخذُوا مَا تَحْتَهُ ليردوه إِلَى الخزائن لِأَنَّهُ مكتتب عَلَيْهِم وَترك وَحده فِي الْبَيْت فَقَالَ لي أَحْمد بن أبي دؤاد القَاضِي إِنَّا نُرِيد أَن نتشاغل بِأَمْر الْبَيْت وَأحب أَن تحفظ إِلَى أَن يدْفن فَأَنت من أخصهم بِهِ فِي حياتيه فَرددت بَاب الْمجْلس وَجَلَست عِنْد الْبَاب فأحسست بعد سَاعَة بحركة فِي الْمجْلس أفزعتني فَدخلت فَإِذا بجرذون قد جَاءَ فاستل عينه فَقلت لَا إِلَه إِلَّا الله هَذِه الْعين الَّتِي فتحهَا من سَاعَة فاندلق سَيفي هَيْبَة لَهَا كَذَا فِي الذَّهَبِيّ والجرذون أكبر من اليربوع قَالَ يحيى بن أَكْثَم مَا أحسن أحد إِلَى آل أبي طَالب مَا أحسن إِلَيْهِم الواثق

<<  <  ج: ص:  >  >>