للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أشبار وَهُوَ عَم الْمُنْتَصر قبله أَخُو المتَوَكل أَبِيه وَإِنَّمَا قَدمته الأتراك وَعدلُوا عَن أَوْلَاد المتَوَكل لأَنهم كَانُوا قتلوا المتَوَكل فخافوا أَن يَلِي الْخلَافَة أحد من أَوْلَاده فَيَأْخُذ بثأر أَبِيه فَاخْتَارُوا من أَوْلَاد المعتصم أَحْمد هَذَا ولقبوه بالمستعين بِاللَّه أمه أم ولد تسمى مُخَارق وَمَا كَانَ لَهُ من الْخلَافَة إِلَّا الِاسْم وَكَانَ المماليك الأتراك مستولين على الْملك وَكَانَ الْأَمر جَمِيعه لكبيري الأتراك وصيف وبغا التركيين حَتَّى قيل فِي ذَلِك // (من الرجز) //

(خَلِيفَةٌ فِي قَفَصٍ ... بيْنَ وَصِيفٍ وبغَا)

(يَقُولُ مَا قَالَا لَهُ ... كَمَا تقُولُ البَبَّغا)

والببغا هِيَ الطير الْمُسَمّى بِالدرةِ وَاسْتمرّ كَذَلِك وَهُوَ مترصد لَهما إِلَى أَن ظفر بوصيف فَقتله وهرب باغر الَّذِي كَانَ سَطَا فِي المتَوَكل وَقَتله فَتَنَكَّرت لَهُ الأتراك فَخرج عَنْهُم من سر من رأى إِلَى بَغْدَاد فأرسلوا إِلَيْهِ يَعْتَذِرُونَ ويسألونه العودة إِلَى سر من رأى فَامْتنعَ مِنْهُم فَلَمَّا أَبى قصد الأتراك خلعه فَأتوا إِلَى الْحَبْس فأخرجوا مُحَمَّدًا أَبَا عبد الله بن المتَوَكل ولقبوه المعتز بِاللَّه وَبَايَعُوهُ وعمره تِسْعَة عشر عَاما وَلم يل الْخلَافَة أَصْغَر مِنْهُ وجيشوا على المستعين بِاللَّه جَيْشًا إِلَى أَن خلع نَفسه وَأشْهد الْقُضَاة والعدول على نَفسه بذلك وانحدروا بِهِ إِلَى وَاسِط وحبسوه تِسْعَة أشهر ثمَّ دسوا إِلَيْهِ سعيداً الْحَاجِب فذبحه فِي الْحَبْس فِي ثَالِث شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وَجَاء بِرَأْسِهِ إِلَى المعتز وَهُوَ يلْعَب الشطرنج فَقيل لَهُ هَذَا رَأس المخلوع فَقَالَ دَعوه هُنَاكَ حَتَّى أفرغ من اللّعب ثمَّ أَمر بدفنه وعمره إِحْدَى وَثَلَاثُونَ سنة وَثَلَاثَة أشهر وخلافته إِلَى زمَان خلعه سنتَانِ وَثَمَانِية أشهر وَسِتَّة عشر يَوْمًا

<<  <  ج: ص:  >  >>