(وَكَانَ ب صِفِّينَ من حِزْبِهِمْ ... لحربِ الطُّغَاةِ وأحْزَابِهَا)
(وَقد شَمَّرَ المَوْتُ عَن سَاقِهِ ... وكَشَّرَتِ الحَرْبُ عَن نَابِهَا)
(فأقبلَ يَدْعُو إِلَى حَيْدرٍ ... بِإْعَرابها وبإرْهَابِهَا)
(وآثرَ أَنْ ترتضيه الأَنامُ ... مِنَ الحَكَمَينِ لإسْهَابِهَا)
(ليُعْطِى الخِلافَةَ أَهْلاً لَها ... فَلم يرتضوه لأَنجابِهَا)
(وَصَلَّى معَ الناسِ طولَ الحياةِ ... وحَيْدَرُ فِي صدرِ مِحْرابِهَا)
(فَهَلَاّ تَقَمَّصَها جَدُّكُمْ ... إِذَا كانَ ذَلِك أَحْرَى بِهَا)
(وإِذْ جعَل الأمرَ شُورَى لَهُم ... فَهلْ كَانَ من بَعْضِ أَرْبَابِهَا)
(أَخَامِسَهُمْ كَانَ أَمْ سَادِسًا ... وَقَدْ جُليَتْ بَيْن خطَّابِها)
(وقولُكَ أَنْتُم بنُو بنتِهِ ... وَلَكِنْ بَنُو العَمِّ أَولَى بِهَا)
(بَنُو البِنْتِ أَيْضا بَنُو عمّهِ ... وذَلِكَ أَدْنَى لِأَنْسَابِهَا)
(فدَعْ فِي الخلَافَةِ فصْلَ الخِطَابِ ... فليسَتْ ذَلُولاً لِرُكَّابِهَا)
(وَمَا أَنْت والفَحْصَ عَنْ شَأْنِهَا ... وَمَا قمَّصُوكَ بِأَثْوَابِهَا)
(وَمَا ساوَرَتْكَ سِوَى سَاعَةٍ ... فَمَا كُنْتَ أَهْلاً لأَلْقَابِهَا)
(وَكَيْفَ يخُصُّوكَ يوْمًا بِهًا ... ولمْ تَتَأَدَّبْ بِآدابِهَا)
(وقُلْت بأنَّكُمُ القَاتِلُون ... أسودَ أُمَيَّةَ فِي غابِهَا)
(كَذبْتَ وَأَسْرَفْت فِيمَا ادَّعَيْتَ ... وَلَمْ تَفْدِ نفَسكَ عنْ عَابِهَا)
(فَكَمْ حَاوَلَتْهَا سَرَاةٌ لَكُمْ ... فَردَّتْ عَلَى نَكْصِ أَعْقَابِِهَا)
(وَلَوْلَا سُيُوف أبي مُسْلِمٍ ... لَعَزَّتْ عَلَى جَهْدِ طلَاّبِهَا)
)
وَذَلِكَ عَبْدُ لَهُمْ لَا لَكُمْ ... رَعَى فيكمُ قُرْبَ أَنْسَابِهَا)
(وَكنتُمْ أَسََارَى بِبطْنِ الحُبُوسِ ... وقَد شَفَّكُمْ لَثْمُ أَعْقَابِهَا)
(فَأَخْرَجَكُمْ وَحبَاكُمْ بِها ... وَقَمَّصَكُمْ فَضْلَ جِلْبَابِهَا ...
(فجازَيْتُمُوه بِشرِّ الجَزَاءِ ... لطغْوَى النُّفُوسِ وَإِعْجَابِهَا)
(فدَعْ ذِكْرَ قَوْم رَضُوا بالكَفافِ ... وجاءُوا القَنَاعَةَ مِنْ بابِهَا)
(هُمُ الزَّاهِدُونَ هُمُ العابِدُون ... هُمُ العامِلُون بآدابهَا)
(هُمُ القََائِمُونَ هُمُ الرَّاكِعُون ... هُمُ السَّاجِدُونَ بِمحْرَابِها)