الشَّام قلت الَّذِي ذكره الْحَافِظ الذَّهَبِيّ أَن لفظ الحَدِيث لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى تخرج نَار بِأَرْض الْحجاز تضيء لَهَا أَعْنَاق الْإِبِل ب بصرى ثمَّ قَالَ وَأمر هَذِه النَّار متواتر وَهُوَ مصداق مَا أخبر بِهِ الْمُصْطَفى
وَقد حكى غير وَاحِد مِمَّن كَانَ ب بصرى أَنه رأى فِي اللَّيْل أَعْنَاق الْإِبِل فِي ضوئها والصادق لَا ينْطق عَن الْهوى
ثمَّ كَانَ أَن مؤيد الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْملك صَار وَزِير المستعصم وَكَانَ رَافِضِيًّا سباباً مستولياً على المستعصم عدوا لَهُ وَلأَهل السّنة يداريهم فِي الظَّاهِر وينافقهم فِي الْبَاطِن وَكَانَ دائراً على طمس آثَار السّنة وإعلاء منار الْبِدْعَة فَصَارَ يُكَاتب هولاكو قَائِد التتار ويطعمه فِي ملك بَغْدَاد ويخبره بأخبارها ويعرفه بِصُورَة أَخذهَا وبضعف الْخَلِيفَة وبانحلال الْعَسْكَر عَنهُ وَصَارَ يحسن للمستعصم توفير الخزائن وَعدم الصّرْف على الْعَسْكَر وَالْإِذْن لَهُم فِي الذّهاب أَيْن شَاءُوا وَيقطع أَرْزَاقهم ويشتت شملهم بِحَيْثُ إِنَّه أذن مرّة لعشرين ألف مقَاتل فَذَهَبُوا ووفر علوفاتهم من الخزانتين وَكَانَ التتار جائلين فِي الأَرْض يقتلُون وَيَأْسِرُونَ ويخربون الديار ونارهم فِي غَايَة الاشتعال والاستعار والمستعصم وَمن مَعَه فِي غَفلَة عَنْهُم إخفاء ابْن العلقمي عَنهُ سائْر الْأَخْبَار إِلَى أَن وصل هولاكو خَان إِلَى بِلَاد الْعرَاق واستأصل من بهَا قتلَا وأسراً وَتوجه إِلَى بَغْدَاد وَأرْسل إِلَى الْخَلِيفَة يَطْلُبهُ فَاسْتَيْقَظَ من نوم الْغرُور وَنَدم على غفلته حَيْثُ لَا ينفع النَّدَم وَجمع من قدر عَلَيْهِ وبرز إِلَى قِتَاله وَجمع من أهل بَغْدَاد خاصته وَمن عبيده وخدامه مَا يُقَارب أَرْبَعِينَ ألف مقَاتل لكِنهمْ مرفهون بلين المهاد وساكنون على شط بَغْدَاد فِي ظلّ ثخين وَمَاء معِين وفاكة وشراب واجتماع أحباب مَا كابدوا حربَاً وَلَا ذاقوا طَعنا وَلَا ضربا وعساكر الْمغل ينوفون على مائَة ألف مقَاتل فَوَقع التصاف والتحم الْقِتَال وزحف الْخَمِيس إِلَى الْخَمِيس يَوْم الْخَمِيس عَاشر محرم سنة سِتّ وَخمسين وسِتمِائَة وصبر أهل بَغْدَاد
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute