للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

المستمسك هُوَ آخر من ذكره الْعَلامَة السُّيُوطِيّ فِي منظومته فِي الْخُلَفَاء وَاسْتمرّ المستمسك بِاللَّه خَليفَة إِلَى أَن كَبرت سنه وكف نظره وَدخلت أَيَّام الدولة العثمانية وافتتحت الديار المصرية فَأَخذه السُّلْطَان سليم مَعَه إِلَى أسطنبول وَاسْتمرّ بهَا إِلَى أَن مَاتَ السُّلْطَان سليم ثمَّ عَاد إِلَى مصر فَخلع وَولى وَلَده المتَوَكل عَليّ بن المستمسك فِي شعْبَان سنة أَربع عشرَة وَتِسْعمِائَة وَاسْتمرّ خَليفَة إِلَى أَن توفّي ثَانِي عشر شعْبَان سنة خمس وَتِسْعين وَتِسْعمِائَة فِي أَيَّام المرحوم دَاوُد باشا صَاحب مصر وباني رِبَاط الداودية ومدرستها الْمَعْرُوفَة بِهِ وبموته انْقَطَعت الْخلَافَة الصورية أَيْضا بِمصْر وَكَانَ المتَوَكل فاضلَا أديباً لَهُ شعر حسن مِنْهُ قَوْله من // (الْبَسِيط) //

(لم بقَ محتسبٌ يُرجَى وَلَا حسنٌ ... وَلَا كريمٌ إِلَيْهِ مُشْتَكَى حَزَنيِ)

(وَإِنَّمَا سَادَ قومٌ ذِي غيرُ حَسَبٍ ... مَا كنْتُ أوثرُ أنْ يمتدَّ بِي زَمَنِي)

قَالَ الْعَلامَة قطب الدّين اجْتمعت بِهِ رحلتي إِلَى مصر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَتِسْعمِائَة وَأخذت عَنهُ وَهَذِه قصيدة الْعَلامَة السُّيُوطِيّ المتضمنة لذكر الْخُلَفَاء الرَّاشِدين والأمويين والعباسيين والبغداديين والمصريين وَمُدَّة وفياتهم وَهِي غَايَة فِي ضبط أُولَئِكَ قَالَ رَحمَه الله تَعَالَى من // (الْبَسِيط) //

(ألحمدُ للَّهِِ حمداً لَا نَفَادَ لَهُ ... وَإِنَّمَا الحمدُ حَقًا رأسُ مَنْ شكَرَا)

(ثمَّ الصلاةُ على الهاديِ النبيِّ ومَنْ ... سادَتْ بنسبته الأشرافُ والأُمَرَا)

(إنَّ الأمينَ رسُولَ اللَّهِ مبعثُهُ ... لأَربعينَ مضَتْ فِيمَا رَوَوْا عُمُرَا)

(وكانَ هجرتُهُ مِنْهَا لطَيْبَةَ مِنْ ... بعد الثلاثةِ أعواماً تلِي عَشَرَا)

(وماتَ فِي عامِ إِحْدَى بَعْدَ عشْرتها ... فيا مصيبةَ أَهْلِ الأرضِ حينَ سَرَى)

(وقامَ مِنْ بعده الصِّديقُ مُجْتَهدا ... وف ثَلَاثَة عشر بَعْدَهُ قُبِرا)

(وَهُوَ الَّذِي جَمَعَ القرآنَ فِي صحفٍ ... وأولُ النَاسِ سَمَّى المُصْحَفَ الزُّبُرَا)

(وقامَ من بعدِهِ الفاروقُ ثُمَّتَ فِي ... عشرينَ بعْدَ ثلاثٍ غَيَّبوا عُمَرا)

<<  <  ج: ص:  >  >>