مركوبه وقطعاً يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ وبقرا بَطْنه وَأَتيا بِهِ مولاهما فَحَمله إِلَى أُخْته فدفنته فِي مجْلِس دارها واستدعت الْأُمَرَاء والأكابر والوزير وَقد أطلعته على الْحِيلَة فَبَايَعته لولد الْحَاكِم أبي الْحسن عَليّ ولقب بِالظَّاهِرِ لإعزاز دين الله وَكَانَ بِدِمَشْق فاستدعته وَجعلت تَقول للنَّاس إِن الْحَاكِم قَالَ لي إِنَّه يغيب سَبْعَة أَيَّام ثمَّ يعود فاطمأن النَّاس بذلك وَجعلت ترسل ركابين ويصعدون الْجَبَل ويجيئون فَيَقُولُونَ تَرَكْنَاهُ فِي الْموضع الْفُلَانِيّ وَيَقُول الَّذين من بعدهمْ تَرَكْنَاهُ فِي مَوضِع كَذَا وَكَذَا حَتَّى اطْمَأَن النَّاس وَقدم ابْنه فحين وصل ألبسته تَاج جد أَبِيه الْمعز وحلته حلية عَظِيمَة فأجلسته على السرير فَبَايعهُ الْأُمَرَاء والرؤساء وأطلقت لَهُم الْأَمْوَال الجزيلة وخلعت على ابْن دواس خلعة سنية هائلة وعملت عزاء أَخِيهَا ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ أرْسلت إِلَى ابْن دواس طَائِفَة من الْجند ليكونوا بَين يَدَيْهِ بسيوفهم وقوفاً فِي خدمته ثمَّ أَمرتهم فِي بعض الْأَيَّام أَن يَقُولُوا لَهُ أَنْت قَاتل مَوْلَانَا ثمَّ يهتبرونه بسيوفهم فَفَعَلُوا ذَلِك وَقتلت كل من اطلع على سرها فِي قتل أَخِيهَا فعظمت هيبتها وقويت حرمتهَا وَثبتت دولتها فَإِنَّهَا هِيَ الَّتِي كَانَت متولية الْأُمُور لدولة ابْن أَخِيهَا وَكَانَ عمر الْحَاكِم حِين قتل سبعَاً وَثَلَاثِينَ سنة وَكَانَ قَتله سنة إِحْدَى عشرَة وَأَرْبَعمِائَة وَمُدَّة ملكه خمسَاً وَعشْرين سنة لَعنه الله وقبحه وَفِي ربيع الآخر من سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعمِائَة فِي دولة الْحَاكِم الْمَذْكُور كتبت بِبَغْدَاد محَاضِر تَتَضَمَّن اللَّعْن والقدح فِي نسب الْخُلَفَاء المصريين الَّذين يَزْعمُونَ أَنهم فاطميون وَلَيْسوا كَذَلِك وَكتب فِي ذَلِك جمَاعَة من الْعلمَاء والقضاة وَالْفُقَهَاء والأشراف والأماثل والمعدلين وَالصَّالِحِينَ شهدُوا جَمِيعًا أَن الناجم وَهُوَ مَنْصُور ابْن نزار الملقب بالحاكم بِأَمْر الشَّيْطَان لَا بِأَمْر الله حكم الله عَلَيْهِ بالبوار والدمار والخزي والنكال والاستئصال ابْن معد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الْقَائِم ابْن سعيد لَا أسعد الله فَإِنَّهُ لما صَار إِلَى الْمغرب تسمى بعبيد الله وتلقب بالمهدي وَمن تقدم من سلفه من الأرجاس والأنجاس عَلَيْهِ وَعَلَيْهِم لعنة الله ولعنة اللاعنين أدعياء خوارج لَا نسب لَهُم فِي ولد عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ وَلَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute