للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَلَكِن أخْشَى أَن أشرع فِي أَمر يكون فِيهِ على الْخَلِيفَة مفْسدَة أَو يبدر إِلَيْهِ أحد بأذية وَلَكِن سأعمل فِي أمره بِكُل مَا يمكنني ثمَّ إِنَّه راسل البساسيري وَأَشَارَ عَلَيْهِ بِعُود الْخَلِيفَة إِلَى دَاره وخوفه من جِهَة الْملك طغرلبك وَقَالَ لَهُ فِيمَا قَالَ إِنَّك دَعوتنَا إِلَى طَاعَة الْمُسْتَنْصر صَاحب مصر وبيننا وَبَينه سِتّمائَة فَرسَخ وَلم يأتنا من جِهَة رَسُول وَلَا أحد وَلم يفكر فِي شَيْء مِمَّا أرسلنَا إِلَيْهِ وَهَذَا الْملك من وَرَائِنَا بالمرصاد وَجَاء كتاب من الْملك طغرلبك عنوانه إِلَى الْأَمِير الْأَجَل علم الدّين أبي الْمَعَالِي قُرَيْش ابْن بدران مولى أَمِير الْمُؤمنِينَ من شاهنشاه ملك الْمشرق وَالْمغْرب طغرلبك أبي طَالب مُحَمَّد بن مِيكَائِيل بن سلجوق وعَلى رَأس الْكتاب الْعَلامَة السُّلْطَانِيَّة بِخَط السُّلْطَان حسبي الله وَكَانَ فِي الْكتاب مَا نَصه والآن فقد سَارَتْ بِنَا الْمَقَادِير إِلَى قتال كل عَدو للدّين وَالْملك وَلم يبْق لنا وعلينا من الْمُهِمَّات إِلَّا خدمَة سيدنَا ومولانا الإِمَام الْقَائِم بِأَمْر الله أَمِير الْمُؤمنِينَ وإطلاع أبهة إِمَامَته على سَرِير عزه فَإِن الَّذِي يلْزمنَا ذَلِك وَلَا فسحة فِي التضجيع فِيهِ سَاعَة من الزَّمَان وَقد أَقبلنَا بجيوش الْمشرق إِلَى هَذَا المهم الْعَظِيم ونريد من الْأَمِير الْجَلِيل السَّعْي النجيح الَّذِي وفْق لَهُ وَتفرد بِهِ وَهُوَ أَن يتمم وفاءه من أَمَانَته وخدمته فِي بَاب سيدنَا ومولانا الإِمَام الْقَائِم بِأَمْر الله أَمِير الْمُؤمنِينَ وَأَن يكون أحد الرجلَيْن إِمَّا أَن يقبل بِهِ إِلَى وكر عزه ويتولى إِقَامَته وموقف خِلَافَته من مَدِينَة السَّلَام وينتدب بَين يَدَيْهِ مُتَوَلِّيًا أمره منفذاً حكمه شاهراً سَيْفه وقلمه وَذَلِكَ المُرَاد وَهُوَ خليفتنا فِي تِلْكَ الْخدمَة الْمَفْرُوضَة ويوليه الْعرَاق بأسرها وتصفي لَهُ مشارع برهَا وبحرها لَا يطَأ حافر من خُيُول الْعَجم شبْرًا من أَرض تِلْكَ المملكة إِلَّا بالتماس لمعاونته ومظاهرته وَإِمَّا أَن يحافظ على شخصه العالي بتحويله من القلعة إِلَى حِين يجاء لخدمته فيتكفل بإعادته وَيكون الْأَمِير الْجَلِيل مُخَيّرا بَين أَن يلتقي بِنَا أَو يُقيم حَيْثُ شَاءَ بتولية الْعرَاق وسنخلفه فِي الْخدمَة وَهُوَ أدام الله تمكنه يتَيَقَّن من ذكرنَا وَيعلم أَن توجهنا إِثْر هَذَا الْكتاب بِهَذَا الْغَرَض الْمَعْلُوم وَلَا غَرَض سواهُ وَمن اتَّصل بِبَغْدَاد من سَائِر الْعَرَب والعجم والأكراد كلُّهم إِخْوَاننَا وَفِي ديننَا وعهدنا وعلينا لَهُم عهد الله وميثاقه مَا داموا موافقين للأمير وَلكُل مُحْتَرم

<<  <  ج: ص:  >  >>