للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وسرادق عَظِيمَة وملابس سنية أرسل ذَلِك مَعَ وزيره عبد الْملك الكندري وَلما انْتَهوا أرْسلُوا بِتِلْكَ الْآلَات قبل أَن يصلوا إِلَيْهِ وَقَالُوا لمن حوله اضربوا السرادق وليلبس الْخَلِيفَة مَا يَلِيق بِهِ ثمَّ نجيء نَحن فنستأذن عَلَيْهِ فَلَا يَأْذَن لنا إِلَّا بعد سَاعَة طَوِيلَة فَلَمَّا دخل الْوَزير عبد الْملك الكندري وَمن مَعَه قبلوا الأَرْض بعد أَن اسْتَأْذنُوا فَلم يُؤذن لَهُم إِلَّا كَمَا قَالُوا وَأخْبر الْخَلِيفَة بسرور السُّلْطَان بِمَا حصل من الْعود إِلَى بَغْدَاد واشتياقه إِلَيْهِ جدا وَكتب الْوَزير عبد الْملك إِلَى السُّلْطَان وَأخْبرهُ بِمَا جرى وَأحب أَن يَأْخُذ خطّ الْخَلِيفَة فِي أَعلَى الْكتاب فَيكون أقرّ لِعَين السُّلْطَان وَلم يكن عِنْد الْخَلِيفَة دَوَاة فأحضر الْوَزير دواته وَمَعَهَا سيف قَالَ هَذِه حُرْمَة السَّيْف والقلم فأعجب الْخَلِيفَة قَوْله وترحلوا من مَنَازِلهمْ تِلْكَ بعد يَوْمَيْنِ لما وصلوا إِلَى النهروان خرج السُّلْطَان طغرلبك من بَغْدَاد لتلقيه فَلَمَّا انْتهى إِلَى السرادق قبل الأَرْض بَين يَدي الْخَلِيفَة سبع مَرَّات فَأخذ الْخَلِيفَة مخدة فوضعها بَين يَدَيْهِ فَأَخذهَا السُّلْطَان فقبلها ثمَّ جلس عَلَيْهَا وَقدم للخليفة الْحَبل الْيَاقُوت الْأَحْمَر الَّذِي كَانَ لِابْنِ بويه فَوَضعه بَين يَدَيْهِ وَأخرج اثْنَتَيْ عشرَة حَبَّة لُؤْلُؤ كبار وَقَالَ هَذَا لرسلان خاتون وَهِي أُخْته زَوْجَة الْخَلِيفَة وَكَانَت قد خرجت فِي وقْعَة البساسيري وَلَحِقت بأخيها السُّلْطَان طغرلبك تخْدم وتسأل أَن يسبح الْخَلِيفَة بِهَذِهِ المسبحة وَجعل يتَعَذَّر عَن تَأَخره عَن الحضرة فَيَقُول سَببه عصيان أخي إِبْرَاهِيم عَلَي فحاربته وقتلته وَاتفقَ موت أخي الْأَكْبَر فاشتغلت فِي تَرْتِيب أَوْلَاده فِي هَذِه الممالك وَأَنا شَاكر لمهارش بِمَا كَانَ مِنْهُ من خدمَة أَمِير الْمُؤمنِينَ وَأَنا ن شَاءَ الله أمضي إِلَى هَذَا الْكَلْب البساسيري وأعود إِلَى الشَّام وأفعل بِصَاحِب مصر مَا يَنْبَغِي أَن يجازي بِهِ من سوء الْمُقَابلَة بِمَا كَانَ من فعله هَهُنَا فَدَعَا لَهُ الْخَلِيفَة وشكره على ذَلِك كل ذَلِك بتوجيه الْوَزير عبد الْملك الكندري بَين الْخَلِيفَة وَالسُّلْطَان وَأعْطى الْخَلِيفَة السُّلْطَان سَيْفا كَانَ لم يبْق مَعَه من أُمُور الْخلَافَة سواهُ ودخلَ الخليفةُ بَغْدَاد يومَ الخميسِ لخمسِ بَقينَ من ذِي القعدةِ وَكَانَ ذَلِك يومَاً مشهوداً الْجَيْش كُله مَعَهُ والقضاة والأعيان بَين يَديهِ وَالسلطان آخذ بلجام بغلته حَتَّى وصل إِلَى بَاب الْحُجْرَة وَلما وصل الْخَلِيفَة إِلَى دَار مَمْلَكَته ومقر خِلَافَته

<<  <  ج: ص:  >  >>