للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

غير ولد وَكَانَ الْحَافِظ كثير الْمَرَض بِالرِّيحِ القولنج فَعمل لَهُ الْحَكِيم الْمُسَمّى سرماه طبلاً للقولنج الَّذِي وجد بعد فِي خَزَائِن الفاطميين لما ملك السُّلْطَان صَلَاح الدّين مصر وَكَانَ هَذَا الطبل مركبا من الْمَعَادِن السَّبْعَة فِي أَشْرَافهَا وَكَانَ من خاصية هَذَا الطبل إِذا ضرب بِهِ أحد خرج مِنْهُ تِلْكَ الرّيح الْمَذْكُورَة فَلَمَّا وجد فِي الخزائن ضرب بِهِ بعض الأجناد الأجلاف فَخرج مِنْهُم ريح فَغَضب وَضرب بِهِ الأَرْض فَكَسرهُ فبطلت تِلْكَ الخاصية فندم السُّلْطَان صَلَاح الدّين لذَلِك غَايَة النَّدَم وَفِي أَيَّام الْحَافِظ هَذَا ابتذلت الْخلَافَة حَتَّى لم يبْق لَهُ من الحكم لَا قَلِيل وَلَا كثير وَكَانَت مدَّته تسع عشرَة وَسَبْعَة أشهر ثمَّ قَامَ من بعده ابْنه إِسْمَاعِيل الملقب بالظافر ابْن عبد الْمجِيد بن مُحَمَّد بن الْمُسْتَنْصر الفاطمي العُبيدي صَاحب الْجَامِع الظافري الْمَعْرُوف بِجَامِع الفاطميين دَاخل الْقَاهِرَة بُويِعَ بعد موت أَبِيه وَهُوَ ابْن سبع عشرَة سنة وَأشهر وَكَانَ يهودى نصرا ابْن وزيره الْعَبَّاس وينادمه فَينزل الظافر لَهُ خُفْيَة وينام عِنْده فَتكلم النَّاس فِي ذَلِك فَبلغ الْعَبَّاس ذَلِك فوبخ ابْنه بِمَا سمع من كَلَام النَّاس فَلَمَّا نزل إِلَيْهِ الْخَلِيفَة فِي بعض اللَّيَالِي على عَادَته وَمَعَهُ خَادِم وَاحِد ونام قَامَ نصر إِلَيْهِ فَقتله وَرمى بِهِ فِي بِئْر وَعرف أَبَاهُ الْوَزير بذلك فَلَمَّا أصبح الْوَزير توجه إِلَى بَاب الْقصر كَأَنَّهُ لم يعلم بِمَا وَقع فَطلب الْخَلِيفَة على الْعَادة فَقَالَ لَهُ خَادِم الْقصر ابْنك نصر يعرف أَيْن هُوَ فَقَالَ لَهُ الْوَزير مَا لِابْني علم ثمَّ أحضر الْعَبَّاس أَخَوَيْنِ للظافر وَابْن أَخِيه وقتلهم صبرا بَين يَدَيْهِ ثمَّ أحضر أَعْيَان الدولة وَقَالَ لَهُم إِن الظافر قد ركب البارحة فِي مركب فَانْقَلَبَ بِهِ وغرق وَقَامَ وَدخل إِلَى الْحَرِيم وَأخرج عِيسَى بن الظافر وَبَايَعَهُ ولقبه بالفائز وتفرق النَّاس عَن الْوَزير لما عرفُوا أَمر الظافر وطالبوه بِدَم الْخَلِيفَة

<<  <  ج: ص:  >  >>