مائَة مقدم ألف وَكَانَ أتابكاً للْملك الصَّالح حاجي بن الْأَشْرَف شعْبَان بن حسن بن النَّاصِر بن مُحَمَّد قلاوون وَهُوَ الرَّابِع وَالْعشْرُونَ من مُلُوك الأتراك مماليك الأيوبية المتغلبين عَلَيْهِم وَكَانَ إِذْ ذَاك سنّ الْملك الصَّالح حاجي لما ولي السلطنة عشرَة أَعْوَام وَلَيْسَ لَهُ من السلطنة إِلَّا الِاسْم فألزم الْأُمَرَاء برقوق بخلع الْملك الصَّالح حاجي وبتوليته السلطنة بدله فَخلع بعد سنة وَنصف كَمَا تقدم وَذَلِكَ يَوْم الْأَرْبَعَاء تَاسِع عشر رَمَضَان سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَكَانَ برقوق مُتَمَكنًا من المملكة جمع الْأَمْوَال والخزائن وَاشْترى المماليك الشركسية فتمكنت من الْملك وتلاعبت بعده المماليك الشركسية بِملك مصر وصاروا مُلُوكهَا وسلاطنيها بِالْقُوَّةِ والغلب والاستيلاء وَكَانَت تقع بَينهم فتن وجدال وجلاد وَقتل نفوس وَحرب بسوس وَخَوف وبؤس إِلَى أَن يسْتَقرّ الْأَمر لوَاحِد مِنْهُم فيركب فِي شعار السلطنة وَكَانَ من شعار سلاطنيهم عِمَامَة كَبِيرَة ملفوفة مكلفة يجْعَلُونَ فِي مقدمها ويمينها ويسارها شكل سِتَّة قُرُون بارزة من نفس الْعِمَامَة ملفوفة من نفس الشاش يلبسهَا السُّلْطَان فِي موكبه وديوانه وَذَلِكَ عرف لَهُم وَالْعرْف يحسن ويقبح ويلبس قفطاناً يكون على كتفه قِطْعَة طراز مزركش بِالذَّهَب وَمثله على كتفه الْأَيْسَر ويلبسه الْأُمَرَاء أَيْضا فَلَيْسَ مَخْصُوصًا بالسلطان ويخلع بِمثل هَذَا القفطان على من أَرَادَ وَتحمل على رَأس السُّلْطَان قبَّة صَغِيرَة لَطِيفَة كالجسر فِي وَسطهَا صوره طير صَغِير يظلل السُّلْطَان بِتِلْكَ الْقبَّة وَالَّذِي يحملهَا على رَأس السُّلْطَان هُوَ أَمِير كَبِير وظيفته أَن يصير سُلْطَانا بعد ذَلِك وأكابر أمرائه أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ أَمِيرا بطبلخانة تضرب على أَبْوَابهم صبحاً وعصرا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute