للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْهَا عُلَمَاء سَمَرْقَنْد وبخارى وهراة وخراسان وَسَائِر الْبِلَاد الَّتِي افتتحتها فَلم يفصحوا الْجَواب فَلَا تَكُونُوا مثلهم وَلَا يجاوبني إِلَّا أعلمكُم وأفضلكم وليعرف مَا يتَكَلَّم بِهِ فَإِنِّي خالطت الْعلمَاء ولي بهم اخْتِصَاص وألفة ولي فِي الْعلم طلب قديم قَالَ صَاحب الْكتاب وَكَانَ يبلغنَا عَنهُ أَنه بتعنت الْعلمَاء فِي الأسئلة وَيجْعَل ذَلِك سَببا إِلَى قَتلهمْ أَو تعذيبهم قَالَ القَاضِي ابْن الشّحْنَة فَقَالَ القَاضِي شرف الدّين مُوسَى الْأنْصَارِيّ الشَّافِعِي هَذَا شَيخنَا ومدرس هَذِه الْبِلَاد ومفتيها مُشِيرا إِلَى سلوه وَالله الْمُسْتَعَان قَالَ فَقَالَ لي قاضيه عبد الْجَبَّار سلطاننا يَقُول إِنَّه بالْأَمْس قتل منا ومنكم فَمن الشَّهِيد قتيلنا أم قتيلكم فَوَجَمَ الْجَمِيع وَقُلْنَا فِي أَنْفُسنَا هَذَا الَّذِي كَانَ يبلغنَا عَنهُ من التعنت وَسكت الْقَوْم فَفتح الله عَليّ بِجَوَاب سريع بديع فَقلت هَذَا سُؤال سُئِلَ عَنهُ سيدنَا رَسُول الله

قَالَ لي صَاحِبي شرف الدّين الْمَذْكُور بعد أَن انْقَضتْ الْحَادِثَة وَالله الْعَظِيم لما قلت هَذَا السُّؤَال سُئِلَ عَنهُ رَسُول الله

وَأَنا مُحدث زماني قلت عالمنا قد اخْتَلَّ عقله فَإِن هَذَا سُؤال لَا يُمكن الْجَواب عَنهُ فِي هَذَا الْمقَام وَوَقع فِي نفس عبد الْجَبَّار قاضيه مثل ذَلِك وَألقى إليّ تيمور سَمعه وبصره وَقَالَ لعبد الْجَبَّار يسخر من كَلَامي كَيفَ سُئِلَ رَسُول الله

عَن هَذَا وَكَيف أجَاب فَقلت جَاءَ أَعْرَابِي إِلَى رَسُول الله

فَقَالَ يَا رَسُول الله إِن الرجل يُقَاتل حمية وَيُقَاتل ليُري مَكَانَهُ من الشجَاعَة فأينا الشَّهِيد فِي سَبِيل الله فَقَالَ

مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمةُ اللهِ هِيَ العُلْياً فَهُوَ الشَهِيدُ فَقَالَ تيمور لنك خوب خوب فانفتح بَاب المؤانسة فَكثر مِنْهُ السُّؤَال وَكثر مني الْجَواب وَكَانَ آخر مَا سَأَلَ أَن قَالَ مَا تَقولُونَ فِي عَليّ وَمُعَاوِيَة وَيزِيد فَأسر إِلَى القَاضِي شرف الدّين أَن اعرف كَيفَ تجاوبه فَإِنَّهُ شيعي فَلم أفرغ من مساع كَلَامه إِلَّا وَقد قَالَ القَاضِي علم الدّين القفصي الْمَالِكِي كلَاما مَعْنَاهُ إِن الْكل مجتهدون فَغَضب لذَلِك غَضبا شَدِيدا وَقَالَ عَلِي عَلَى الْحق وَمُعَاوِيَة ظَالِم وَيزِيد فَاسق وَأَنْتُم حلبيون تبع لأهل دمشق وهم يزِيدُونَ قتلوا الْحُسَيْن قَالَ فَأخذت فِي ملاطفته والاعتذار عَن الْمَالِكِي بِأَنَّهُ أجَاب بِشَيْء وجده فِي

<<  <  ج: ص:  >  >>