للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْمُلُوك ذَوي التيجان وَأَصْحَاب الْقُوَّة والإمكان لَا يزالون خاضعين لهيبتنا الشَّرِيفَة قهرا عَلَيْهِم مطأطئين رُءُوسهم خشيَة مِمَّا يلْحق بهم عِنْد الْمُخَالفَة وَيصير إِلَيْهِم وَذَلِكَ مَشْهُور وَمَعْلُوم وَظَاهر لَيْسَ بمكتوم لَكِن غلب حلمنا عَلَيْهِ من تَعْجِيل النكاية إِلَيْهِ كَونه من سلالة سيد الْمُرْسلين وَمن أهل بَيت النُّبُوَّة الطاهرين ولازم على ناموس سلطنتنا الشَّرِيفَة أَن ننبه قبل اتساع الْخرق عيه ونعرفه بِمَا يحل بِهِ وَيصير إِلَيْهِ وَكَونه آوى إِلَى الْجبَال يتحصن بهَا عَن الزَّوَال وَيَزْعُم أَن ذَلِك بنجيه فَهَذَا عين الْمحَال وتدبيره تدميره على كل حَال جهل ذَلِك أم علم {لَا عَاصمَ اليوَمَ مِن أَمرِ اَللهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ} هود ٤٣ {أَين اَلمفرُ كلا لَا وَزَرَ} الْقِيَامَة ١٠ ١١ وَلَا لهارب من سلطنتنا مفر وَقد اقْتَضَت أوامرنا الشَّرِيفَة تعْيين افتخار الْأُمَرَاء الْكِرَام صَاحب الْعِزّ والاحتشام الْمُخْتَص بعناية الْملك والعلام مصطفى باشا دَامَت معدلته ونفذت كَلمته باشا على العساكر المنصورة وصحبته ثَلَاثَة آلَاف من الْجند المؤيدة بِاللَّه مشَاة ورماة حماة إِعَانَة لأمير الْأُمَرَاء الْكِرَام ذَوي الْقدر والاحترام الْمَخْصُوص بمزيد عناية الْملك العلام ازدمر باشا دَامَت معدلته وحرست نعْمَته وعينا من الْبر ألفي فَارس وهيأنا مثلهَا بعددها وعليقتها من الْبَحْر فَعرض على مسامعنا الشريف مصطفى باشا أَن أَن يُؤَخر تجهيز الْجَيْش الْمَذْكُور من الْبَحْر إِلَى حِين يتَوَجَّه إِلَى تِلْكَ الْجِهَات وَينظر فِي الْأَحْوَال وَمَا عَلَيْهِ أهل تِلْكَ الأقطار من الْحَال وَإِذا وَقع من أحد خلاف وَاحْتَاجَ إِلَى الْخُيُول الْمَذْكُورَة فيجهز إِلَيْنَا لطلبهم فتصل إِلَيْهِ على مَا يحب فأخرنا ذَلِك إِلَى حِين يعود الْجَواب بتحقيق الْأَخْبَار عَن الإِمَام وَولده فحال وُصُول مصطفى باشا الْمشَار إِلَيْهِ إِلَى تِلْكَ الديار واستقراره بِتِلْكَ الأقطار وَلَا بُد أَن تحضر إِلَى خدمته ممتثلاً لكلمته وتقابله بقلب منشرح وَصدر منفسح وتمشي تَحت صناجقنا الشَّرِيفَة وَتدْخل تَحت طاعتنا المنيفة وَتَكون مَعَ عساكرنا مُنْضَمًّا لأوامرنا على قلب رجل وَاحِد غير متقاعس وَلَا متقاعد فَإِن مصطفى باشا الْمشَار إِلَيْهِ باشا عساكرنا وَخَلِيفَة أمرنَا وَكَلَامه من كلامنا وَأمره من أمرنَا وَنَهْيه من نهينَا وَمن أطاعه فقد أطاعنا وَمن خَالفه فقد خَالَفنَا ونعوذ بِاللَّه من الْمُخَالفَة وَعدم الانقياد والمؤالفة فليتفكر المطهر فِي

<<  <  ج: ص:  >  >>