للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وبذل فِيهَا نَفسه وَمَاله وَقطع مَسَافَة وَمَا بلغ التَّمام بل وافاه الحِمام لَيْلَة الثُّلَاثَاء لأَرْبَع لَيَال بَقينَ من جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَسبعين وَتِسْعمِائَة وَدفن بالمعلاة قبالة تربة الْأَمِير إِبْرَاهِيم الدفتردار على يسَار الذَّاهِب إِلَى الأبطح ثمَّ رَجَعَ فِي خدمَة الْعين الْأَمِير قَاسم سنجق جدة الْمَذْكُور آنِفا أرجعه فِيهَا القَاضِي الْحُسَيْن وَعرض ذَلِك إِلَى الْأَبْوَاب فأنهى الْأَمر باستقرار قَاسم بك فِي الْخدمَة أَمينا على مصارفها وَأَن يكون مَوْلَانَا القَاضِي الْحُسَيْن نَاظرا على مَا بَقِي من عمل هَذِه الْعين إِلَى أَن يصل إِلَى عَرَفَات فاستمر قَاسم بك مباشراً لهَذِهِ الْخدمَة إِلَى أَن طرقه الْحِين فَصَارَ ثَالِثا للأميرين السَّابِقين وَصَارَ من شُهَدَاء الْعين وَذَلِكَ لليلة خلت من رَجَب الْحَرَام سنة ٩٧٩ تسع وَسبعين وَتِسْعمِائَة وَدفن بالمعلاة إِلَى جَانب الْأَمِير مُحَمَّد بك اليكمكجي المتوفي بِمَكَّة ثمَّ توجه مَوْلَانَا القَاضِي الْحُسَيْن توجهاً تَاما إِلَى تَكْمِيل عمل مَا بَقِي من الْعين بِاعْتِبَار مَا بِيَدِهِ من النّظر وَعرض للسلطنة الشَّرِيفَة بوفاة قَاسم بك فبرزت الْأَوَامِر إِلَى حَضرته الشَّرِيفَة فأقدم بهمته الْعَالِيَة أتم إقدام فساعدته السَّعَادَة والإقبال على الْإِتْمَام فكمل عَملهَا فِيهَا دون خَمْسَة أشهر بعد أَن عجزوا عَنهُ فِي قريب من عشرَة أَعْوَام فجرت عين عَرَفَات وَوصل المَاء وَهُوَ يجْرِي فِي تِلْكَ الدبول والقنوات إِلَى أَن دخل مَكَّة لعشر بَقينَ من ذِي الْقعدَة الْحَرَام سنة ٩٧٩ تسع وَسبعين وَتِسْعمِائَة وَكَانَ ذَلِك الْيَوْم يَوْم عيد أكبر عِنْد النَّاس وَعمل فِي ذَلِك الْيَوْم أسمطة بِالْأَبْطح ببستانه الْوَاسِع الأفيح جمع الأكابر والأعيان وَنصب لَهُم السرادقات والصوان وَذبح أَكثر من مائَة من الْغنم وَقدم للنَّاس على قدر طبقاتهم أَنْوَاع الموائد وَالنعَم وخلع على أَكثر من عشرَة أنفس من المعلمين والمهندسين خلعاً فاخرة وَأحسن إِلَى باقيهم بِالْحَسَنَاتِ الوافرة وَمِمَّا رَأَيْته بِخَط جدي الْعَلامَة جمال الدّين بن إِسْمَاعِيل العصامي مَا نصُّه لما أكمل مَوْلَانَا وعزيزنا شيخ الْإِسْلَام وَالْمُسْلِمين نَاظر النظار بِبَلَد الله الْأمين مَوْلَانَا السَّيِّد الشريف القَاضِي الْحُسَيْن بن أَحْمد الْمَالِكِي عمَارَة عين عَرَفَات كتبت إِلَيْهِ قولى // (من مخلع الْبَسِيط) //

(أَقضَى القُضَاةِ الحسينُ أَعْنَى ... مكانَ أُمِّ القُرَي بِعَيْنه)

<<  <  ج: ص:  >  >>