ودرجاته من دَاخله وخارجه وَكَانَ ذَلِك فِي أَوَاخِر سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَتِسْعمِائَة وَصَارَ الْمَسْجِد الْحَرَام نزهة المناظر وبغية للخاطر وجلاء للنواظر والخواطر بِحَيْثُ صَار مَا عمره الْخُلَفَاء العباسيون قبل ذَلِك لَا يحسن عِنْده أَن يذكر ويوصف لِأَن هَذَا الْبناء أمكن وأزين وَأَعْلَى وأشرف وَكَانَ جملَة مَا أنْفق على عِمَارَته مائَة ألف وَعشرَة آلَاف دِينَار ذَهَبا غير الْآلَات والرصاص والنحاس والخشب وأهلَّة القبب المعمولة بِمصْر المطلية بِالذَّهَب وجدد خيرات تفرد بهَا مِنْهَا مدرسة وتكية بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة ومدرسة بِمَكَّة وسبيل عَظِيم فِي بنائِهِ وفرشه وعذوبة مَائه وجدد بالروضة جملَة من الدُّرُوس العلمية بِمَعْلُوم قدره كل عَام مائَة وَخَمْسُونَ دِينَارا ذَهَبا جَدِيدا للمدرس وَمِائَة دِينَار جَدِيد للطلبة لكل وَاحِد عشرَة على الدَّوَام وحدد فِي كل عَام ألف دِينَار ذَهَبا لمِائَة نفر من الْحجَّاج يدعونَ لَهُ بِخَير الدُّنْيَا وَالْآخِرَة عِنْد الْبَيْت الْعَتِيق وَفِي عَام سِتّ وَثَمَانِينَ وَتِسْعمِائَة شرع فِي فتح الممالك العجمية الطهماسبية وعساكره المنصورة يتبع بَعْضهَا بَعْضًا من غير انْقِطَاع فملكه الله تَعَالَى أعظم تِلْكَ الْبِقَاع وَأحْصن تِلْكَ القلاع وَفِي سنة ٩٨٨ ثَمَان وَثَمَانِينَ وَتِسْعمِائَة أَمر بكتب أَسمَاء الْخُلَفَاء الْأَرْبَعَة بعد الله وَرَسُوله بِخَط كَبِير عَظِيم نقراً فِي جدر الْمَسْجِد الشَّرْقِي مموهاً بِالذَّهَب الصّرْف على أحسن قَاعِدَة خطّ بديع رائق قل أَن تحاكيه المهرة فِي بطُون المهارق بَين الْبَاب الْمَنْسُوب إِلَى سيدنَا عَليّ كرم الله وَجهه وَالْبَاب الْمَنْسُوب إِلَى عَمه الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ وَلم أظفر على حَقِيقَة السَّبَب لذَلِك إِلَّا مَا يسمع من أَفْوَاه الروَاة وَلم تروه أَخْبَار الثِّقَات وَجُمْلَة عدد الأسطوانات الرخام ثَلَاثمِائَة وَأحد عشر والأسطوانات الشميسي مِائَتَان وَأَرْبع وَأَرْبَعُونَ وَعدد القبب مائَة وَاثْنَتَانِ وَخَمْسُونَ فِيهِ شرقية أَربع وَعِشْرُونَ وَمثلهَا غربية وشامية سِتّ وَثَلَاثُونَ وَمثلهَا جنوبية وَوَاحِدَة فِي رُكْنه من جِهَة مَنَارَة حزورة والطواجن مِائَتَان وَاثْنَانِ وَثَمَانُونَ طاجناً وَعدد شرفاته ألف وثلاثمائة وَثَمَانُونَ شرفة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute