للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحَدِيث فشاع ذَلِك وطار فِي الْبِلَاد فَبلغ ذَلِك الْحَارِث بن النُّعْمَان الفِهري فَأتى رَسُول الله

على نَاقَة لَهُ فَنزل بِالْأَبْطح عَن نَاقَته وأناخها فَقَالَ يَا مُحَمَّد أمرتنا عَن الله أَن نشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَنَّك رَسُول الله فقبلناه مِنْك وأمرتنا أَن نصلي خمْسا فقبلناه مِنْك وأمرتنا بِالزَّكَاةِ فَقبلنَا وأمرتنا أَن نَصُوم شهرا فَقبلنَا وأمرتنا بِالْحَجِّ فَقبلنَا ثمَّ لم ترض بِهَذَا حَتَّى ترفع بضبعي ابْن عمك تفضله علينا وَقلت من كنت مَوْلَاهُ فعلي مَوْلَاهُ فَهَذَا شَيْء مِنْك أَو من الله عز وَجل فَقَالَ رَسُول الله

وَالله الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ إِن هَذَا من الله عز وَجل فولى الْحَارِث بن النُّعْمَان يُرِيد رَاحِلَته وَهُوَ يَقُول {اللهُمَ إِن كانَ هَذاً هُوَ اَلحَقَّ من عِندِكَ فَأَمطِر علينا حِجارَةً} الْأَنْفَال ٣٢ الْآيَة فَمَا وصل إِلَى رَاحِلَته حَتَّى رَمَاه الله بِحجر فَسقط على هامته وَخرج من دبره فَقتله فَأنْزل الله عز وَجل {سَأَلَ سَائل بِعَذابٍ وَاقعٍ} المعارج ١ كَذَا فِي جَوَاهِر الْعقْدَيْنِ فِي فضل الشرفين شرف الْعلم الْجَلِيّ وَشرف النّسَب الْعلي وَهَا أَنا أذكر من قَامَ مِنْهُم من لدن عَليّ بن أبي طَالب إِلَى زَمَاننَا الْيَوْم وَهُوَ عَام سبع وَتِسْعين وَألف فَأَقُول أَوَّلهمْ عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ وَبعده ابناه الْحسن فِي زمن مُعَاوِيَة ثمَّ الْحُسَيْن فِي زمن يزِيد وَقد سبق ذكرهمَا بِمَا لَا مزِيد عَلَيْهِ ثمَّ بعد الْحُسَيْن الْحسن بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب قَامَ فِي زمَان عبد الْملك بن مَرْوَان ثمَّ استتر فَلَمَّا ولي الْأَمر الْوَلِيد بن عبد الْملك شدد فِي طلبه فَلم يظفر بِهِ وَكَانَ مستتراً بالحجاز فَدس إِلَيْهِ من سقَاهُ السم فَمَاتَ مسموماً وَحمل إِلَى الْمَدِينَة المنورة وَدفن بِالبَقِيعِ وَكَانَ قِيَامه سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ ووفاته سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وعمره ثَمَان وَثَلَاثُونَ سنة قلت قد تقدم فِي الرِّوَايَة السَّابِقَة أَن الْحسن الْمثنى لم يدع الْإِمَامَة وَلم يدعُ إِلَى مبايعة وَلم يَدعهَا لَهُ أحد فعده هَهُنَا فِي الدعاة على غير تِلْكَ الرِّوَايَة ثمَّ قَامَ بالدعوة الإِمَام زيد بن عَليّ زين العابدين بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنْهُم ظهر زيد بِالْكُوفَةِ خَارِجا على هِشَام بن عبد الْملك داعياُ للْكتاب وَالسّنة وَإِلَى

<<  <  ج: ص:  >  >>