للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشِّيعَة لزيد هَذَا إِنَّمَا يُرِيد الْأَمر لنَفسِهِ وَلأَهل بَيته فَرجع مَعَهم وَمضى دَاوُد إِلَى الْمَدِينَة وَلما أَتَى زيد الْكُوفَة جَاءَهُ مسلمة بن كهيل فصده عَن ذَلِك وَقَالَ أهل الْكُوفَة لَا يفون لَك وَقد كَانَ مَعَ جدك مِنْهُم أَضْعَاف من مَعَك وَلم يفوا لَهُ وَكَانَ أعز عَلَيْهِم مِنْك على هَؤُلَاءِ فَقَالَ لَهُ زيد قد بايعوني وَوَجَبَت الْبيعَة فِي عنقِي وعنقهم قَالَ فتأذن لي أَن أخرج من هَذِه الْبَلَد فَلَا آمن أَن يحدث حدث وَأَنا لَا آمن نَفسِي فَخرج إِلَى الْيَمَامَة وَكتب عبد الله الْمَحْض بن الْحسن الْمثنى إِلَى زيد يعذله ويصده فَلم يصغ إِلَيْهِ وَتزَوج نسَاء بِالْكُوفَةِ وَكَانَ يخلف إلَيْهِنَّ وَالنَّاس يبايعونه ثمَّ أَمر أَصْحَابه يَتَجَهَّزُونَ ونمى الْخَبَر إِلَى يُوسُف بن عمر فَطَلَبه وَخَافَ زيد فتعجل الْخُرُوج وَكَانَ يُوسُف بِالْحيرَةِ وعَلى الْكُوفَة الحكم بن الصَّلْت وعَلى شرطته عمر بن عبد الرَّحْمَن وَلما علم الشِّيعَة أَن يُوسُف يبْحَث عَن زيد جَاءَ إِلَيْهِ جمَاعَة مِنْهُم فَقَالُوا لَهُ مَا تَقول فِي الشَّيْخَيْنِ فَقَالَ زيد رحمهمَا الله وَغفر لَهما وَمَا سَمِعت أحدا من أهل بَيْتِي يذكرهما إِلَّا بِخَير وَغَايَة مَا أَقُول إِنَّا كُنَّا أَحَق بسُلْطَان رَسُول الله

من النَّاس فدفعونا عَنهُ وَلم يبلغ ذَلِك الْكفْر وَقد عدلا فِي النَّاس وَعَملا بِالْكتاب وَالسّنة قَالُوا فَإِذا كَانَ أُولَئِكَ لم يظلموك وَهَؤُلَاء لم يظلموك فَلم تدعونا إِلَى قِتَالهمْ فَقَالَ إِن هَؤُلَاءِ ظلمُوا الْمُسلمين أَجْمَعِينَ وَإِنَّا ندعوهم إِلَى الْكتاب وَالسّنة وَأَن نحيي السّنَن ونطفىء الْبدع فَإِن أَحْبَبْتُم سعدتم وَإِن أَبَيْتُم فلست عَلَيْكُم بوكيل فَقَالُوا إذَن نرفضك فَقَالَ اذْهَبُوا فَأنْتم الرافضة ففارقوه وَنَكَثُوا بيعَته وَقَالُوا سبق الإِمَام الْحق يعنون مُحَمَّدًا الباقر وَإِن جعفراً ابْنه إمامنا بعده فَمن ذَلِك سموا بِهَذَا الِاسْم

<<  <  ج: ص:  >  >>