للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مُوسَى فَكسر الْأَمِير وهرب وَدخل إِبْرَاهِيم بن مُوسَى مَكَّة ثمَّ وَليهَا فِي سنة خمسين وَمِائَتَيْنِ فِي خلَافَة المستعين بالتغلب أَيْضا إِسْمَاعِيل بن يُوسُف الأخيصر بن إِبْرَاهِيم بن مُوسَى الجون بن عبد الله الْمَحْض بن الْحسن بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب فهرب مِنْهَا عَامل المستعين وَهُوَ جَعْفَر بن الْفضل ابْن عِيسَى بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس الْمَعْرُوف بشاشات قتل إِسْمَاعِيل الْجند الَّذين بِمَكَّة وَجَمَاعَة من أَهلهَا وَنهب منزل جَعْفَر شاشات وَغَيره وَأخذ من النَّاس نَحْو مِائَتي ألف دِينَار وَعمد إِلَى الْكَعْبَة الشَّرِيفَة فَأخذ كسوتها وَمَا جدد فِي خزانتها من الْأَمْوَال وَمَا كَانَ أعد من المَال لإِصْلَاح الْعين وَنهب مَكَّة وأحرق بَعْضهَا ثمَّ خرج مِنْهَا بعد مقَامه بهَا خمسين يَوْمًا فِي شهر ربيع الأول وَقصد الْمَدِينَة الشَّرِيفَة فتوارى عَنهُ عاملها فظلم أَهلهَا وأخرب دُورهمْ وعطلت الْجَمَاعَة من مَسْجده عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام أَكثر من نصف شهر ثمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّة فحصر أَهلهَا حَتَّى مَاتُوا جوعا وعطشاً وَبلغ الْخبز ثَلَاث أَوَاقٍ بدرهم وَاللَّحم رَطْل بدرهم والشربة المَاء بِثَلَاثَة دَرَاهِم ولقى أهل مَكَّة مِنْهُ بلَاء شَدِيدا ثمَّ سَار إِلَى جدة فحبس عَن النَّاس الطَّعَام وَأخذ أَمْوَال التُّجَّار وَأَصْحَاب المراكب ووافى الْموقف وَالنَّاس بِعَرَفَات فَقتل من الْحجَّاج نَحوا من ألف وَمِائَة نفس فهرب الْحجَّاج وَلم يقف بِعَرَفَة أحد لَيْلًا وَلَا نَهَارا سوى إِسْمَاعِيل وَعَسْكَره ثمَّ بعد انْفِصَاله من عَرَفَة رَجَعَ إِلَى جدة ثَانِيًا وأفنى أموالها وَفعل أموراً قبيحة لَا حَاجَة بِنَا إِلَى ذكرهَا كَذَا ذكره الْعَلامَة ابْن جَار الله وَقَبله التقى الفاسي فِي تَارِيخه شِفَاء الغرام انْتهى قلت لَا يظنّ ظان أم صُدُور هَذَا الْفِعْل وَشبهه من مثل هَؤُلَاءِ السَّادة لنَقص فِي دينهم واختلال فِي يقينهم حاشا وكلا وَإِنَّمَا ذَاك وَالله أعلم مِمَّا جرَت إِلَيْهِ الحمية والأنفة والشهامة الَّتِي تناسب أقداسهم من اسْتِيلَاء وُلَاة الْجور على مَا هم الأحقون بِهِ فيقصدون بذلك ثلم وجموعهم وتفريق جموعهم مَا أمكن لتعديهم بِأَصْل الدُّخُول فِي الْخلَافَة وَلم ينْعَقد إِذْ ذَاك إِجْمَاع على حُرْمَة الْخُرُوج على أَئِمَّة الْجور فقد

<<  <  ج: ص:  >  >>