بجدة وخطب لنَفسِهِ وتلقب بالراشد بِاللَّه وَبَايَعَهُ بالخلافة شُيُوخ الحسينيين وَغَيرهم بالحرمين وَخرج من مَكَّة إِلَى الرملة قَاصِدا آل الْجراح فِي جمَاعَة من بني عَمه وَألف عبد أسود وَمَعَهُ سيف زعم أَنه ذُو الفقار وقضيب زعم أَنه قضيب رَسُول الله
فَلَمَّا قرب الرملة تَلَقَّتْهُ الْعَرَب وقبلوا الأَرْض بَين يَدَيْهِ وسلموا عَلَيْهِ بالخلافة وَنزل الرملة ونادى بِالْعَدْلِ وَالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر فانزعج الْحَاكِم العبيدي وَقطع الْميرَة عَن الْحَرَمَيْنِ وَمَا وَسعه أَلا الخضوع لآل الْجراح لقُوَّة شوكتهم فاستمال حسان بن مفرج مِنْهُم وبذل لَهُ ولإخوته أمولا جزيلة فَتَخَلَّفُوا عَن أبي الْفتُوح فَعرف أَبُو الْفتُوح ذَلِك فَاسْتَجَارَ بمفرج من الْحَاكِم العبيدي فَكتب مفرج إِلَى الْحَاكِم مستشفعاً لأبي الْفتُوح فشفعه فِيهِ ورده إِلَى مَكَانَهُ من إمرة مَكَّة وراجع طَاعَة الْحَاكِم العبيدي وَقد كَانَ الْحَاكِم ولي على إمرة مَكَّة عِنْد عصيان أبي الْفتُوح أَبَا الطّيب فِي الْمدَّة الَّتِي خرج فِيهَا عَن طَاعَته وَأَبُو الطّيب هَذَا هُوَ أَبُو الطّيب بن عبد الرَّحْمَن بن قَاسم بن أبي الفاتك بن دَاوُد بن سُلَيْمَان بن عبد الله بن مُوسَى بن عبد الله بن الْحسن بن الْحسن بن على ابْن أبي طَالب وَمن أحفاد أحفاده الْأَمِير يحيى ابْن الْأَمِير الْمُؤَيد ابْن الْأَمِير قَاسم بن غَانِم بن حَمْزَة بن وَقاص بن أبي الطّيب بن عبد الرَّحْمَن الْمَذْكُور وَذكر ابْن حزم أَبَا للطيب هَذَا وسَاق نسبه كَمَا ذكرنَا ثمَّ قَالَ كَانَ لعبد الرَّحْمَن وَالِد أبي الطّيب اثْنَان وَعِشْرُونَ ذكرا فَذكرهمْ وَذكر أَبَا الطّيب مِنْهُم ثمَّ قَالَ سكنوا كلهم أذَنة حاشا نعْمَة وَعبد الْحَكِيم وَعبد الرحميد فَإِنَّهُم سكنوا أمج بِقرب مَكَّة وَلَعَلَّ سكناهم أذَنة للخوف من أبي الْفتُوح بِسَبَب تآمر أبي الطّيب بعده بِمَكَّة حَال خُرُوج أبي الْفتُوح إِلَى آل الْجراح وَلم يحجّ من الْعرَاق فِي هَذِه السّنة أحد قَالَ ابْن السُّبْكِيّ وَلما كَانَ موسم ثَلَاث عشرَة وَأَرْبَعمِائَة جرت فِيهِ كائنة غربية هِيَ أَن رجلا من المصريين من أَصْحَاب الْحَاكِم العبيدى اتّفق مَعَ جمَاعَة من الْحجَّاج المصريين على أَمر سوء فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْجُمُعَة وَهُوَ يَوْم النَّفر الأول طَاف هَذَا الرجل بِالْبَيْتِ فَلَمَّا انْتهى إِلَى الْحجر الْأسود جَاءَ كَأَنَّهُ يُرِيد تقبيله فَضَربهُ بدبوس كَانَ مَعَه ثَلَاث ضربات مُتَوَالِيَات وَقَالَ إِلَى مَتى يعبد هَذَا الْحجر إِلَى مَتى
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute