للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثمَّ بعث الْقَائِم العباسي أَبَا الْغَنَائِم الزيني نقيب الْمَذْكُورين سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة أَمِيرا على الركب الْعِرَاقِيّ وَمَعَهُ عَسْكَر ضخم لأمير مَكَّة من عِنْد ألب أرسلان وَثَلَاثُونَ ألف دِينَار وتوقيع بِعشْرَة آلَاف دِينَار واجتمعوا بِالْمَوْسِمِ وخطب الْأَمِير أَبُو هَاشم مُحَمَّد بن جَعْفَر للقائم العباسي فَقَالَ الْحَمد لله الَّذِي هدَانَا أهل بَيته إِلَى الرَّأْي الْمُصِيب وَعوض بنيه لبسة الشَّبَاب بعد لبسة المشيب وأمال قُلُوبنَا إِلَى الطَّاعَة ومتابعة إِمَام الْجَمَاعَة فانحرف الْمُسْتَنْصر بن الظَّاهِر بن الْحَاكِم العبيدي صَاحب مصر الْمَذْكُور عَن الهواشم وَمَال إِلَى السليمانيين وَكتب إِلَى عَليّ بن مُحَمَّد الصليحي صَاحب دعوتهم بِالْيمن أَن يعينهم على استرجاع ملكهم وينهض مَعَهم إِلَى مَكَّة فَنَهَضَ وانْتهى إِلَى المهجم وَكَانَ سعيد بن نجاح الْأَحول موتور بني الصليحي قد جَاءَ من الْهِنْد وَدخل صنعاء فثار بهَا وَاتبع الصليحي وَهُوَ فِي سبعين رجلا والصليحى فِي خَمْسَة آلَاف قبيته بالمهجم وَقَتله كَذَا فِي تَارِيخ الْعَلامَة ابْن خلدون وَرَأَيْت فِي تَارِيخ الْعَلامَة مُحَمَّد بن جَار الله بعد أَن قَالَ ثمَّ ولي بعد شكر بَنو أبي الطّيب وهم الَّذين يُقَال لَهُم السليمانيون من جمَاعَة شكر وَلم يذكر الفاسي عدتهمْ قَالَ ثمَّ ولي عَليّ بن مُحَمَّد الصليحي صَاحب الْيمن وَذَلِكَ سنة خمس وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة فِي شهر الْحجَّة وَأظْهر الْعدْل بهَا وَاسْتعْمل الْجَمِيل مَعَ أَهلهَا وَكثر الْأَمْن وَطَابَتْ قُلُوب النَّاس ورخصت الأسعار فِي أَيَّامه وَكَثُرت لَهُ الْأَدْعِيَة وكسا الْبَيْت ثوبا أَبيض ورد للبيت الْحلِيّ الَّذِي أَخذه بَنو أبي الطّيب لما ملكوا بعد شكر وَأقَام بِمَكَّة إِلَى ربيع الأول سنة سِتّ وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة ثمَّ ولى عَنهُ نَائِبا أَبَا هَاشم مُحَمَّد بن جَعْفَر هَذَا وَسبب ذَلِك أَن الصليحي لما دخل مَكَّة كَانَ الْأَشْرَاف بَنو أبي الطّيب قد أبعدوا عَن مَكَّة وجمعوا عَلَيْهِ ثمَّ راسلوه بِأَن يخرج من مَكَّة وَيُؤمر بهَا من يخْتَار مِنْهُم وَكَانَ قد وَقع فِي عسكره الوباء فَمَاتَ مِنْهُم سَبْعمِائة رجل وَلم يبْق أَلا نفر يسير فَاخْتَارَ أَبَا هَاشم مُحَمَّد بن جفعر هَذَا وَهُوَ أول الهواشم وأقامه نَائِبا عَنهُ وَأمره على مَكَّة واستخدم لَهُ عسكراً وَأَعْطَاهُ

<<  <  ج: ص:  >  >>