(بَنِى عَمِّنَا إِنَّا كَأَفْنَاِن دوْحَةٍ ... فَلَا تَتْركُونَا يَتَّخِذْنَا الفَنَا فَنَّا)
(إِذَا مَا أَخٌ خَلَّى أَخَاهُ لآكِلٍ ... بَدَا بِأَخِيهِ الأَكْل ثُمَّ بِذَا ثَنَّى)
فَأَتَتْهُ مِنْهُم رجال النجدة ذَوُو الْعدَد وَالْعدة فَلَمَّا أَقبلت تِلْكَ الكتيبة الناصرية كسرهَا وبدد شملها وقهرها فَلَمَّا بلغ ذَلِك النَّاصِر العباسي والى عَلَيْهِ الإنعامات الْكَامِلَة وأقطعه الإقطاعات الهائلة وَذكر ابْن الْأَثِير فِي سنة إِحْدَى وسِتمِائَة كَانَ الْحَرْب بَين قَتَادَة الشريف أَمِير مَكَّة وَبَين الْأَمِير سَالم بن قَاسم الْحُسَيْنِي أَمِير الْمَدِينَة وَمَعَ كل وَاحِد مِنْهُمَا جمع كثير وَفِي ذَلِك يَقُول الشريف قَتَادَة // (من الطَّوِيل) //
(مَصَارِعَ آلِ الُمصْطفَى عُدْتِ مثلَ مَا ... بَدَأْتِ وَلَكِنْ صِرْتِ بَيْنَ الأَقَاِربِ)
فَاقْتَتلُوا قتالاً شَدِيدا وَكَانَ الْحَرْب بِذِي الحليفة وَقد كَانَ قَتَادَة قصد الْمَدِينَة ليحصرها ويأخذها فحصرها مُدَّة مَعْلُومَة فَلَقِيَهُ سَالم بعد أَن قصد الْحُجْرَة الشَّرِيفَة وَصلى عِنْدهَا ودعا وَسَار إِلَى قتال قَتَادَة فَانْهَزَمَ قَتَادَة وَتَبعهُ سَالم إِلَى مَكَّة وحصرها وَأرْسل إِلَى قَتَادَة يَقُول بعد أَن حصرها الْمدَّة الْمَعْلُومَة حصر بحصر يَا ابْن عَم فَأرْسل قَتَادَة إِلَى من مَعَ سَالم فأفسدهم عَلَيْهِ فمالوا مَعَه فَلَمَّا علم بذلك سَالم رَحل عَنهُ عَائِدًا إِلَى الْمَدِينَة ثمَّ إِن قَتَادَة خرج لِحَرْب ثَقِيف فَتَحَصَّنُوا فَلم يقدر عَلَيْهِم فآمنهم وَحلف فَحَضَرُوا عِنْده فَقتل مِنْهُم طَائِفَة من أكابرهم واستخلف على بِلَادهمْ نواباً من عِنْده وعضدهم بعبيد لَهُ فَلم يبْق لأهل الطَّائِف مَعَهم كلمة وَلَا حُرْمَة فَعِنْدَ ذَلِك اجْتمع أهل الطَّائِف ودفنوا سيوفهم فِي الرمل وَذَلِكَ فِي الْمجَالِس الَّتِي جرت عَادَتهم بِالْجُلُوسِ فِيهَا مَعَ أَصْحَاب قَتَادَة واستدعوا أَصْحَاب قَتَادَة وأوهموهم أَن ذَلِك بِسَبَب كتاب ورد عَلَيْهِم فَلَمَّا اجْتَمعُوا أخرجُوا سيوفهم وَقتلُوا أَصْحَاب قَتَادَة عَن آخِرهم وَلم يسلم مِنْهُم أَلا وَاحِد وصل إِلَى قَتَادَة وَهُوَ واله الْعقل لما شَاهد من الهول وَكَانَ ذَلِك فِي سنة ثَلَاث عشرَة وسِتمِائَة وَذكر الميورقي أَن فِي هَذِه الْوَاقِعَة فقد كتاب رَسُول الله
لأهل الطَّائِف لما
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute