للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(لأنِّى غيُوثٌ إِذَا الغَيْتُ مَلّ ... وَيوْمَ الِكفَاحِ أُرَوِّى الأَسَلْ)

فَيحْتَمل وَيحْتَمل وَالله أعلم قلت الِاسْتِدْلَال على أَنَّهَا لأبي سعد بِأَن فِيهَا أبياتاً لَا يَلِيق إنشاؤها أَلا بالملوك اسْتِدْلَال لَا ينْهض إِذْ كل كريم شُجَاع يسوغ لَهُ أَن يتمدح وَيَقُول عَن نَفسه ذَلِك بل صناعَة الشّعْر ومبالغاته تسوغ للشاعر القَوْل وَإِن لم يَتَّصِف بإنالة نائل وَلَا طول طائل ثمَّ وَليهَا جماز بن حسن بن قَتَادَة فِي رَمَضَان من السّنة الْمَذْكُورَة وَذَلِكَ أَنه لما كَانَت سنة إِحْدَى وَخمسين وسِتمِائَة قدم الشريف جماز هَذَا بعسكر من عِنْد النَّاصِر بن الْعَزِيز بن الظَّاهِر بيبرس ووعده أَن يخْطب لَهُ بِمَكَّة فأمده بعسكر صُحْبَة الركب الشَّامي فَتقدم أَمَام الركب وَدخل مَكَّة فِي رَمَضَان من السّنة الْمَذْكُورَة وَاسْتولى على مَكَّة وَقتل ابْن عَمه أَبَا سعد الْحسن بن عَليّ بن قَتَادَة وَحج بِالنَّاسِ ثمَّ نقض عهد النَّاصِر وَلم يخْطب لَهُ وخطب للْملك المظفر بن الْمَنْصُور بن المسعود صَاحب الْيمن فَلَمَّا كَانَ آخر يَوْم من ذِي الْحجَّة من السّنة الْمَذْكُورَة قدم عَمه رَاجِح بن قَتَادَة ففر مِنْهُ جماز بِلَا قتال إِلَى يَنْبع ثمَّ وَليهَا رَاجِح بن قَتَادَة وَكَانَ بِمَكَّة غلاء عَظِيم وعطش بِيعَتْ شربة المَاء بدرهم وَالشَّاة بِأَرْبَعِينَ درهما وَاسْتمرّ إِلَى سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وسِتمِائَة فَلَمَّا كَانَ شهر ربيع الأول مِنْهَا هجم عَلَيْهِ ابْنه غَانِم بن رَاجِح وَأخرجه من مَكَّة بِلَا قتال فوليها غَانِم بن رَاجِح فِي شهر ربيع الأول وَاسْتمرّ إِلَى شهر شَوَّال من السّنة الْمَذْكُورَة ثمَّ وَليهَا أَبُو نمي بن أبي سعد بن قَتَادَة وَعَمه إِدْرِيس بن حسن بن قَتَادَة وَأخرج غَانِم بن رَاجِح مِنْهَا وَأَبُو نمي هَذَا هُوَ وَالِد أبي سعد الْحسن الْمَذْكُور وَذَلِكَ أَنه فِي شَوَّال آخر السّنة الْمَذْكُورَة أغْنى سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وسِتمِائَة قبل وُصُول الْحَج إِلَى مَكَّة قدم الشريف أَبُو نمي وَعَمه إِدْرِيس وأخذا مَكَّة من غَانِم بن رَاجِح بن قتال شَدِيد قتل فِيهِ من الْأَشْرَاف ثَلَاثَة فَلَمَّا كَانَ أول الْحجَّة وصل من جَانب الْملك المظفر صَاحب الْيمن عَسْكَر عَلَيْهِ

<<  <  ج: ص:  >  >>