للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَكَانَ رَحمَه الله صَاحب خيرات متواترة ومبرات كَثِيرَة متكاثرة أسس لأبنائه معالم الْكَرم وحثهم على شرِيف المناقب والشيم نسج بَينهم الْمَوَدَّة على منوال الصَّفَا وَحَملهمْ على الصدْق فِيمَا بيهم والوفا وَبنى بِمَكَّة رِبَاطًا للْفُقَرَاء الذُّكُور ورباطاً للنِّسَاء الشرائف وأوقف عَلَيْهِم أوقافاً إِلَى الْآن جَارِيَة فِي صحائفه وَكَانَ لَهُ جملَة من الْأَوْلَاد مِنْهُم أَحْمد وَالْحسن وثقبة وبركات وَبشير وراجح وَمَنْصُور وسرور وناصر وصالحة وشمسية وغبية وصليبة وموزة وَرَايَة وَغَيرهم قلت وَرَأَيْت نتفة لبَعض شعراء ذَلِك الزَّمَان وَلم ينسبها الْكَاتِب إِلَى شخص بِعَيْنِه وَهِي فِي الشريف أبي نمي أَحْبَبْت ذكرهَا هِيَ // (من السَّرِيع) //

(يَا فارسَ الخيلِ فهرْتَ العدا ... ألتُّرْكُ والعُرْبَانُ والتُّرْكَمَانْ)

(مَوْلَاك أعطاكَ خِصالاً بهَا ... أصبحتَ فى الناسِ فريدَ الزمانْ)

(قأنتَ فِي حلْمٍ بعيد المدى ... قَرِيب إحسانٍ وحُلْو اللسانْ)

(فَلَا تَخَفْ مِنْ بعد ذَا كربةًِ ... فَمَا قَضَاهُ اللهُ بالأمْرِ كانْ)

(فاللهُ يبقيكَ لنا آمنا ... كَمَا أذقْتَ الناسَ طَعْمَ الأمانْ)

قلت قد أبان هَذَا الشَّاعِر عَن فضاخة اللِّسَان لَا فَصَاحَته وضيق الْبَيَان لَا فساحته إِلَّا أَنه يدْخل عَن الِاعْتِرَاض فِي أَمَان بَيت الْأمان فَلَعَلَّ أَن يمحو الْإِسَاءَة الْإِحْسَان فسبحان خَالق الْإِنْسَان وَقَالَ الشَّيْخ عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الزمزمي مُعَارضا قصيدة ابْن خطيب داريا الَّتِي مطْلعهَا // (من السَّرِيع) //

(قُمْ عاطِنى الصهباءَ يَا مُؤْنِسِي ... )

وَكَانَ هَذَا الْإِعْرَاض بإلزام لَهُ من مَوْلَانَا الشريف أبي نمي فَقَالَ يمدحه ويهنيه بعرس ابْنه الشريف أَحْمد بن أبي نمي // (من السَّرِيع) //

(لِيَحْتَسِ الصَّهْبَاءَ من يحتَسِي ... حَسْبى لمَى مرشفِكَ الألعْسِ)

(حل فأطلقْ مِنْهُ كأْسِى وَلَا ... توحشْ بِحَبْس الكأس يَا مُؤْنِسِي)

(مِنْ طرفِكَ الوسنانِ والخَدِّ مَا ... يهزأُ بالوردِ وبالنرجسِ)

(وجهُكَ لي روضٌ جديدٌ إِذا ... أخلقَتِ الأرْضُ القبا السندسِي)

<<  <  ج: ص:  >  >>