وَذكر الزبير بن بكار خبر الْإِجَازَة من الْمزْدَلِفَة فَأفَاد مَا لم يفده ابْن إِسْحَاق فَاقْتضى ذَلِك ذكرنَا لَهُ قَالَ بعد أَن ذكر خبر الْإِجَازَة من عَرَفَة قَالَ أَبُو عُبَيْدَة وَالْإِجَازَة الثَّانِيَة من جمع غَدَاة النَّحْر إِلَى منى وَكَانَ ذَلِك إِلَى بني زيد بن عدوان بن عَمْرو بن قيس عيلان بن مُضر وَكَانَ آخر من ولي ذَلِك مِنْهُم أَبُو سيارة عميلة بن الأعزل بن خَالِد بن سعد الْحَارِث وَكَانَ يُجِيز على حِمَاره قَالَ السُّهيْلي فَكَانَت لَهُ أتان عوراء خطامها من لِيف وَكَانَ يُقَال فِي الْمثل أصح من حمَار أبي سيارة قَالَ أَبُو الْحسن الْأَثْرَم قَالَ أَبُو عُبَيْدَة أَظُنهُ كَانَ سميناً وَقَالَ مُحَمَّد بن الْحسن عَاشَ حمَار أبي سيارة أَرْبَعِينَ سنة لَا يُصِيبهُ فِيهَا عرض فَقيل أصح من عير أبي سيارة قَالَ الزبير بن بكار حَدثنِي إِبْرَاهِيم بن الْمُنْذر عَن عبد الْعَزِيز بن عمرَان قَالَ أَخْبرنِي عقال بن شيبَة قَالَ فَلم تزل الْإِجَازَة فِي صوفة حَتَّى أَخَذتهَا عدوان حَتَّى أَخَذتهَا قُرَيْش قلت هَذَا صَرِيح فِي خلاف مَا تقدم من أَن الْإِجَازَة من عَرَفَة فِي آل صوفة استمرت إِلَى آخر الْإِسْلَام وَكَانَ آخِرهم كرب بن صَفْوَان وَكَذَلِكَ الْإِجَازَة من مُزْدَلِفَة استمرت فِي عدوان حَتَّى كَانَ آخِرهم أَبَا سيارة عميلة بن الأعزل فَلَعَلَّ قَائِل هَذَا أَشَارَ إِلَى مَا وَقع لقصي من أَخذ ذَلِك من صوفة وعدوان ثمَّ ترك ذَلِك قصي لِأَنَّهُ كَانَ يرَاهُ ذَنبا فَتَركه وَذكر القَاضِي حَدثنِي أَحْمد بن سُلَيْمَان قَالَ حَدثنِي أَبُو زيد بن مبارك قَالَ حَدثنِي أَبُو ثَوْر عَن ابْن جريج قَالَ وَقَالَ مولى ابْن عَبَّاس كَانَت الحمس من عدوان يقومُونَ بِالْمُزْدَلِفَةِ حَتَّى يدفعوهم وَمن يعرف بِعَرَفَة من الْمزْدَلِفَة غَدَاة جمع وَكَانَ يدْفع بهم أَبُو سيارة على حمَار لَهُ عرى وَكَانَ يَقُول أشرق ثبير كَيْمَا نغير وَكَانَ كرب بن صَفْوَان يَأْخُذ بِالطَّرِيقِ فَلَا يفِيض أحد من عَرَفَات حَتَّى يُجِيز وَكَانُوا يقفون وَلَا يعْرفُونَ الْوُقُوف بهَا فيقيمون ويفتخرون بآبائهم وأفعالهم