فَقَالَ يَا رب وَكَيف لي بذلك الْمَكَان فأهتدى إِلَيْهِ فَأمر الله جِبْرِيل فَتوجه بِهِ إِلَى الْحَج فَصَارَت المسافات تطوى لَهُ وَكَانَت خطْوَة آدم مسيرَة ثَلَاثَة أَيَّام وَلم يزل يسير حَتَّى وصل إِلَى جدة لِأَنَّهُ شم رَائِحَة ورق الْجنَّة الَّذِي كَانَ على حَوَّاء قَالَ يَا حَوَّاء أَترَانِي أنظر إِلَيْك نظرة فنادته الْجبَال تسير فِي أَثَرهَا تدركها فَسَار إِلَى قرن فَأمره جِبْرِيل فَأحْرم فَأنْزل الله الْبَيْت الْمَعْمُور فاوقفه فِي الْهَوَاء بِحَيْثُ يرَاهُ فيعرفه حِيَال المهاة الْبَيْضَاء الَّتِي هِيَ مَوضِع الْبَيْت وَمِنْهَا دحيت الأَرْض وَهِي أم الْقرى فَأوحى الله إِلَيْهِ أَن طف بِالْبَيْتِ وصل عِنْده واسأل حَاجَتك وَأخْبرهُ بمَكَان حَوَّاء فَلَمَّا رَأَتْهُ جَاءَت إِلَيْهِ تبْكي فعرفها جِبْرِيل بِالتَّوْبَةِ وَالْمَغْفِرَة فسجدت لله تَعَالَى شكرا وتطهرت وتوضأت فأهلت بِعُمْرَة ولبت وأتى بهَا جِبْرِيل إِلَى جَمِيع مواقفها وَجمع بَينهمَا جِبْرِيل فِي جمع فَسمى بذلك لاجتماعهما وَقيل بل تعارفا بِعَرَفَات وَبِهِمَا سمى ذَلِك الْمحل عَرَفَات فبادرت إِلَيْهِ وتعانقا وَلما أكمل حجَّة ووقف بمنى قَالَ لَهُ جِبْرِيل تمن على رَبك مَا شِئْت فَلذَلِك سمى ذَلِك الْمحل منى كَمَا هُوَ أحد الْوُجُوه فِي تَسْمِيَته بذلك وَقرب قرباناً وَحلق لَهُ جِبْرِيل رَأسه بياقوتة من الْجنَّة ثمَّ أمره الله أَن يتَّخذ لحواء منزلا خَارج الْحرم إِلَى أَوَان الْحَج فَفعل وَفِي كتاب المبتدا أَن آدم لم يكن يأحواء مُنْذُ هبطا إِلَى الأَرْض وَلَا خطر بِقَلْبِه وَلَا قَلبهَا ذكره حَيَاء من الله تَعَالَى فَأوحى الله إِلَيْهِ يَا آدم مَا هَذَا الْجزع وَأَنت صفوتي وَأَبُو الْمُصْطَفى رَسُولي فأبشر بنعمتي وكرامتي أَنْت وزوجك حَوَّاء فألم بهَا فبشر حَوَّاء فسجدت شكر لله ثمَّ بَاشَرَهَا فَحملت مِنْهُ فَولدت ذكرا وَأُنْثَى فِي بطن فَسَمت الْوَلِيد قابيل وَالْأُنْثَى إقليميا ثمَّ وَاقعهَا فَحملت بهابيل وَأُخْته ليوذا ثمَّ حملت بَطنا ثَالِثا فَولدت توأمين وَأَوْلَادهَا يكثرون ويمشون بَين يَديهَا والنور لَا ينْتَقل من وَجه آدم وَلم تزل حَوَّاء تَلد فِي كل تِسْعَة أشهر وَلدين ذكرا وَأُنْثَى فَقيل إِن جَمِيع من ولدت مِائَتَا ولدا فِي مائَة بطن فِي كل بطن ولدان إِلَّا شيثا وعنق فانهما ولدتهما مفردتين كل وَاحِد فِي بطن وَقيل ولدت لَهُ خَمْسمِائَة بطن بِأَلف ذكر وَأُنْثَى
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute