(لكُم أنفسٌ ملكيةٌ تحتَ نبضها ... قلوبُ أسودٍ فِي شخوصِ أوادمِ)
(إِذا سيدٌ مِنْكُم خلا قامَ سيِّدٌ ... نهوضٌ بأعباءِ الْعلَا والمكارمِ)
(عليكَ كَشَفْنَا وجْهَ عذراءَ لَو عَدَتْ ... علاكَ لصينَتْ عَن مُلَامسِ لائمِ)
(من الخفراتِ اللائي كنْتَ عظلتَهَا ... وآليْتَ أقساماً بحنْث ملازمِ)
(ولكنْ لودٍّ من أبيكَ اعتقدتَّهُ ... وَمن قَبْلُ من زيد جرى بالمراحمِ)
(لذاكَ رأيْتَ الخيرَ تكفيرَ حِنْثها ... وأَنَّ تَمَادى التركِ إِحْدَى الجرائمِ)
(وَمَا مَطْلَبى فِيهَا الإجازَةُ إِنَّمَا ... قبولُكَهَا وَالله أقصَى عزائمي)
(بقيتَ وَلَا أبقى الردَى لكَ حَاسِدًا ... فسعدُكَ فِي حالاتِهِ جِدُّ قائمِ)
وَقَالَ الأديب الشَّيْخ سَالم بن أَحْمد الصعدي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي // (من الطويلَ) //
(ورثْتَ كَلَاكَ الله مرتَبَةَ المُلْكِ ... فها هِىَ فِي كفَّيْكَ ثابِتَة الملْكِ)
(توارَثْتَهَا عنْ عمكَ الأشرفِ الَّذِي ... تمسَّكَ طفْلا بالعُلَا أَيّمَا مَسْكِ)
(كذاكَ عَن الأجدادِ أكْرم سادةٍ ... رقوا رتباً للمجْدِ عالية السمكِ)
(وَلَا غَرْوَ مهما كنْتَ يَا سبْطَ سعدهم ... وريثاً لَهُم فِي العلْمِ والحلمِ والنسكِ)
(وَقد جَاءَ يسْعَى الملكُ نحوَكَ مسرعاً ... يجرُّ ذيولَ التيه والعُجْبَ والزمكِ)
(وقلَّدَكَ الأحكامَ فِي الناسِ كلِّهم ... وعَامَلَ كلا من ذَوي الحُكْم بالتركِ)
(فأصبَحْتَ فِيهِ خَالِيا عَن مشاركٍ ... لأنَّكَ قد أحللْتَ عَنهُ عرى الشركِ)
(فيا نجلَ مَنْ أعْطى الخلافَةَ حقَّها ... فأصبَحَ مِنْ جيشِ السعادةِ فِي حشْكِ)
(ليهنِكَ هَذَا المنصبُ الشامخُ الَّذِي ... أمنْتَ بِهِ كل الرعايا مِنَ الضنكِ)
(فعادوا كَمَا كانُوا مِنَ الأمْنِ بَعْدَمَا ... أرِيعُوا بفقدانِ الفتَى ماضِى الفتكِ)
(إِلَى أَن غَدا كُلٌّ يقولُ تأسفًا ... وخزنًا لندمانىْ جذيم قفا نبكِ)
(ولولاكَ مَعْ حكمِ القضاءِ وأمرِهِ ... مِنَ الله لم تحقنْ دماهُمْ عَن السفكِ)
(فها هُمْ بأمنٍ مِنْك أذهَبَ عنهُمُ ... مخاوفَ ذكرَاهَا يعدُّ من الإفْكِ)
(وَمَا الخوفُ إِلَّا بَين أفئدةِ الورَى ... ثوى مِنْك حتَّى مسَّها نصب النهكِ)
(وذلكَ لما أنْ تسنَّمْتَ تخته ... بعزْمٍ غدَتْ مِنْهُ القساورُ فِي رَبْكِ)
(ألسْتَ الَّذِي إنْ جُلْتَ والنقعُ ثائرٌ ... ومبيضُّ جوِّ الأفقِ فِي شدَّة الحلكِ)
(تظلُّ صناديدُ الرجالِ نواكساً ... إِلَى أَن يَذُوقُوا أكؤس الْحِين والهُلْكِ)