للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فَلَمَّا بلغ ذَلِك النَّجَاشِيّ غضب غَضبا شَدِيدا وَقَالَ عدا على أَمِيري فَقتله من غير أَمْرِي ثمَّ حلف لَا يدع أَبْرَهَة حَتَّى يطَأ بِلَاده ويجز ناصيته فَلَمَّا بلغ ذَلِك أَبْرَهَة حلق رَأسه وملأ جراباً من تُرَاب الْيمن ثمَّ بَعثه إِلَى النَّجَاشِيّ وَكتب مَعَه أَيهَا الْملك إِنَّمَا كَانَ أرياط عَبدك وَأَنا عَبدك اخْتَلَفْنَا فِي أَمرك وكل طَاعَة لَك إِلَّا أَنِّي كنت أقوى على أَمر الْحَبَشَة وأضبط لَهَا وأسوس مِنْهُ وَقد حلقت رَأْسِي كُله حِين بَلغنِي قسم الْملك وَبعثت إِلَيْك بجراب من تُرَاب أرضي ليضعه تَحت قَدَمَيْهِ فيبر قسمه فِي فَلَمَّا انْتهى ذَلِك إِلَى النَّجَاشِيّ رَضِي عَنهُ وَكتب إِلَيْهِ أَن اثْبتْ بِأَرْض الْيمن حَتَّى يَأْتِيك أَمْرِي فَأَقَامَ أَبْرَهَة بِالْيمن حَتَّى كَانَ ولد وَلَده أَبْرَهَة الَّذِي قصد إِلَى تخريب الْكَعْبَة فَإِن أَبْرَهَة الْمَذْكُور جد أَبْرَهَة الْآتِي لتخريب الْكَعْبَة فَأَصَابَهُ مَا أَصَابَهُ مِمَّا تقدم ذكره وَلما اسْتَقر سيف بن ذِي يزن الْحِمْيَرِي بِالْيمن بعد أَن دَخلهَا صُحْبَة وهرز الَّذِي أنفذه مَعَه كسْرَى وَقتل ابرهة الْمَذْكُور أَنه جد أَبْرَهَة الْآتِي لتخريب الْكَعْبَة وَاسْتقر فِي تخت ملكه وَنزل بقصر غمدان فِي صنعاء الْيمن اتته وُفُود الْعَرَب كل صوب للتهنئة فَكَانَ من أعظمهم عبد الْمطلب فِي جمَاعَة من وُجُوه قومه وَكَانَ خُرُوج عبد الْمطلب وَمن صَحبه إِلَى سيف ذِي يزن فِي السّنة السَّادِسَة من مولده عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام قَالَه ابْن الْأَثِير فِي نهايته فبشره بِظُهُور رَسُول الله

من نَسْله وَذكر الْعَلامَة ابْن الْجَوْزِيّ فِي المنتظم فِي أَخْبَار الْأُمَم الْعَرَب والعجم حَدِيث قدوم سيف بني ذِي يزن الْحِمْيَرِي فَقل لما ظهر جد سيف على الْحَبَشَة وَذَلِكَ بعد مولد النَّبِي

بسنين أَتَتْهُ وُفُود الْعَرَب ووجوهها وأشرافها وشعراؤها للتهنئة ثمَّ أَتَتْهُ وُفُود قُرَيْش فيهم عبد الْمطلب بن هَاشم وَأُميَّة بن عبد شمس بن عبد منَاف وقصي بن عبد الدَّار بن قصي وَسيف فِي صنعاء فِي رَأس قصر لَهُ يُقَال لَهُ غمدان وغمدان هُوَ الْقَائِل فِيهِ أُميَّة بن أبي الصَّلْت الثَّقَفِيّ يمدح سيف بن ذِي يزن الْمَذْكُور قَوْله // (من الْبَسِيط) //

(لَا يطْلب الثّأر إلاّ كَابْن ذِي يزنٍ ... تيمّم الْبَحْر للأعداء أحوالا)

<<  <  ج: ص:  >  >>