وَعشْرين سنة على الصَّحِيح وَبعد أَيَّام من مَوتهَا تزوج بسودة بنت زَمعَة ثمَّ خرج إِلَى الطَّائِف بعد موت خَدِيجَة بِثَلَاثَة أشهر فِي لَيَال بَقينَ من شَوَّال سنة عشر من النُّبُوَّة وَهِي سنة خمسين من مولده لما ناله من قُرَيْش بعد موت أبي طَالب وَكَانَ مَعَه زيد بن حَارِثَة فَأَقَامَ شهرا يَدْعُو أَشْرَاف ثَقِيف إِلَى الله تَعَالَى فَلم يُجِيبُوهُ وَأغْروا بِهِ سفهاءهم وعبيدهم وصبيانهم يَسُبُّونَهُ قَالَ مُوسَى بن عقبَة وَرَجَمُوا عراقيبه بِالْحِجَارَةِ حَتَّى اختضب نعلاه بالدماء وَكَانَ إِذا أذلقته الْحِجَارَة قعد على الأَرْض فيقيمونه بعضديه فَإِذا مَشى رَجَمُوهُ وهم يَضْحَكُونَ وَزيد بن حَارِثَة يَقِيه بِنَفسِهِ حَتَّى لقد شج فِي رَأسه مرَارًا وَفِي البُخَارِيّ من حَدِيث عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا فَانْطَلَقت عَنْهُم وَأَنا مهموم على وَجْهي فَلم أستفق إِلَّا وَأَنا بقرن الثعالب فَرفعت رَأْسِي فَإِذا سَحَابَة قد أظلتني فَإِذا فِيهَا جِبْرِيل وَذَلِكَ بعد إِن دَعَا
فِي طَرِيقه بِالدُّعَاءِ الْمَشْهُور وَهُوَ اللَّهُمَّ إِلَيْك أَشْكُو ضعف قوتي وَقلة حيلتي وهواني على النَّاس أَنْت أرْحم الرَّاحِمِينَ وَأَنت رب الْمُسْتَضْعَفِينَ إِلَى من تَكِلنِي إِلَى بعيد يتجهمني أم إِلَى صديق قريب كلفته أَمْرِي إِن لم تكن غضباناً عَليّ فَلَا أُبَالِي غير أَن عافيتك أوسع لي أعوذ بِنور وَجهك الَّذِي أشرقت لَهُ الظُّلُمَات وَصلح عَلَيْهِ أَمر الدُّنْيَا وَالْآخِرَة أَن تنزل بِي غضبك أَو تحل بِي سخطك لَك العتبى حَتَّى ترْضى وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بك أوردهُ ابْن إِسْحَاق وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي كتاب الدُّعَاء فناداني فَقَالَ إِن الله قد سمع قَوْمك وَمَا ردوا عَلَيْك وَقد بعث إِلَيْك ملك الْجبَال لتأمره بِمَا شِئْت فَقَالَ ملك الْجبَال إِن شِئْت أَن أطبق عَلَيْهِم الأخشبين قَالَ النَّبِي