للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث بن هِشَام بِأَلف دِينَار بحيلة احتالها عَلَيْهِ الْمُغيرَة ثمَّ أصلح الْمُغيرَة مَا وَهِي من الْبَيْت وَتصدق بِهِ على أهل بَيت من فُقَرَاء الْمَدِينَة فَكَانَ بعد ذَلِك أَفْلح يَقُول للْمُغِيرَة خدعتني فَيَقُول لَهُ الْمُغيرَة لَا أَفْلح من نَدم انْتهى وَهِي فِي شَرْقي الْمَسْجِد الْمُقَدّس ثمَّ بِيعَتْ فاشتراها الْملك المظفر لشهاب الدّين غَازِي ابْن الْملك الْعَادِل سيف الدّين بن أبي بكر بن شادي مَعَ عَرصَة الدَّار وبناها مدرسة للمذاهب الْأَرْبَعَة تعرف الْيَوْم بمدرسة الشهابية وَمن إيوَان قاعتها الصُّغْرَى خزانَة صَغِيرَة جدا مِمَّا يَلِي الْقبْلَة فِيهَا محراب يُقَال أَنه مبرك نَاقَته

وَذَلِكَ على رِوَايَة أَنَّهَا بَركت عِنْد دَار أبي أَيُّوب رَضِي الله عَنهُ قَالَ ابْن إِسْحَاق إِن هَذَا الْبَيْت بناه تبع الأول لما مر بِالْمَدِينَةِ للنَّبِي

ينزله إِذا قدم الْمَدِينَة فتداول اليبت الْملاك إِلَى أَن صَار إِلَى أبي أَيُّوب وَهُوَ من ذريتة الحبر الَّذِي اسلمه تبع كِتَابه للنَّبِي

فَلم يزل سَاكِنا عِنْد أبي أَيُّوب حَتَّى بنى مَسْجده وحجرة فِي المربد قَالَ فِي الْمَوَاهِب لما اراد النَّبِي

بِنَاء الْمَسْجِد الشريف قَالَ يَا بني النجار ثامنوني بحائطكم قَالُوا لَا نطلب ثمنه إِلَّا إِلَى الله تَعَالَى فَأبى ذَلِك واتباعه بِعشْرَة دَنَانِير أَدَّاهَا من مَال أبي بكر قَالَ أنس وَكَانَ فِي مَوَاضِع نخل وَخرب ومقابر مُشْرِكين فَأمر بالقبور فنبشت وَأخرج مِنْهَا الْعِظَام وبالخرب فسويت وبالنخل فَقطعت ثمَّ أَمر باتخاذ اللَّبن فاتخذه وَبنى الْمَسْجِد وسقفه بِالْجَرِيدِ وَجعلت عمده خشب النّخل صف النّخل فنصب فِي قبْلَة الْمَسْجِد أَي جعله سواري فِي جِهَة الْقبْلَة ليسقف عَلَيْهَا وَجعل عضادتيه حِجَارَة وَجعل قبْلَة الْمَسْجِد الْمُقَدّس وَجعل لَهُ ثَلَاثَة أَبْوَاب بَابا فِي آخِره يُقَال لَهُ بَاب الرَّحْمَة وَالْبَاب الَّذِي يدْخل مِنْهُ وَجعل طوله مِمَّا يَلِي الْقبْلَة إِلَى مؤخره مائَة ذِرَاع وَفِي الْجَانِبَيْنِ مثل ذَلِك أَو دونه وَجعل أساسه قَرِيبا من ثَلَاثَة أَذْرع وَبنى بُيُوتًا إِلَى جَانِبه بِاللَّبنِ وسقفها بجذوع النّخل والجريد فَلَمَّا فرغ من بنائِهِ بنى لعَائِشَة فِي الْبَيْت

<<  <  ج: ص:  >  >>