عَليّ بن أبي طَالب فَأَنْشَأَ يَقُول // (من الرجز) //
(لَا يَسْتَوِي من يعمر المساجدا ... يدأب فِيهَا قَائِما وَقَاعِدا)
(وَمن يرى عَن التّراب حائدا ... )
فَسَمعَهَا عمار بن يَاسر فَجعل يرتجز بهَا وَهُوَ لَا يدْرِي من يَعْنِي بهَا فَمر بعثمان ابْن مَظْعُون فَقَالَ لَهُ يَا بن سميَّة بِمن تعرض وتشتمه لتكفن أَو لأعترضن بهَا وَجهك لحديدة كَانَت بِيَدِهِ فَسَمعهُ النَّبِي
وَهُوَ جَالس فِي ظلّ بَيت أم سَلمَة فَغَضب ثمَّ قَالَ الصَّحَابَة لعمَّار إِن النَّبِي
قد غضب فِيك ونخاف أَن ينزل فِينَا قُرْآن فَقَالَ أَنا أرضيه كَمَا غضب فَقَالَ يَا رَسُول الله مَالِي ولأصحابك قَالَ مَالك وَلَهُم قَالَ يُرِيدُونَ قَتْلِي يحملون لبنة لبنة ويحملون عَليّ اللبنتين وَالثَّلَاث فَأخذ بِيَدِهِ فَطَافَ بِهِ فِي الْمَسْجِد وَجعل يمسح وفرته بِيَدِهِ من التُّرَاب وَيَقُول ياابن سميَّة لَا يقتلك أَصْحَابِي وَلَكِن تقتلك الفئة الباغية وَقَالَ ابْن إِسْحَاق وَسَأَلت غير وَاحِد من أهل الْعلم بِمَا يشْعر عَن هَذَا الرجز يَعْنِي قَوْله لَا يَسْتَوِي إِلَى آخِره فَقَالُوا بلغنَا أَن عَليّ بن أبي طَالب ارتجز بِهِ فَلَا نَدْرِي أهوَ قَائِله أم غَيره وَإِنَّمَا قَالَ عَليّ ذَلِك مطايبة ومباسطة كَمَا هِيَ عَادَة الْجُمُعَة إِذا اجْتَمعُوا على عمل وَلَيْسَ ذَلِك طَعنا مِنْهُ على عُثْمَان بن مَظْعُون وَفِي الصَّحِيح كُنَّا نحمل لبنة لبنة وعمار لبنتين لبنتين فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَيْح عمار تقلته الفئة الباغية يَدعُوهُم إِلَى الْجنَّة ويدعونه إِلَى النَّار فَيَقُول عمار أعوذ بِاللَّه من الْفِتَن فَقتل عمار فِي حَرْب مُعَاوِيَة بصفين تَحت راية عَليّ رَضِي الله عَنهُ وكرم الله وَجهه وَعَن أُسَامَة عَن أَبِيه قَالَ كَانَ الَّذِي أسسوا الْمَسْجِد جعلُوا طوله مائَة ذِرَاع وَالْعرض مثله أَو دونه كَمَا تقدم ذكر ذَلِك وروى رزين عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute