للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابْن إِسْحَاق ذكر أَن إنْشَاء أبي طَالب لهَذَا الشّعْر كَانَ بعد الْبَعْث وَمَعْرِفَة أبي طَالب بنبوته عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام جَاءَت فِي كثير من الْأَخْبَار قَالَ الذَّهَبِيّ قَالَ مُحَمَّد بن إِسْحَاق أَتَت قُرَيْش إِلَى أبي طَالب فَقَالُوا يَا أَبَا طَالب هَذَا عمَارَة بن الْوَلِيد أعز فَتى فِي قُرَيْش وأجمله فَخذه فلك عقله ونصرته واتخذه لَك ولدا فَهُوَ لَك وَأسلم إِلَيْنَا ابْن أَخِيك فقد أفسد أَحْلَامنَا وَعَابَ آلِهَتنَا وَخَالف دينك وَدين آبَائِك نَقْتُلهُ فَإِنَّمَا رجل كَرجل فَقَالَ وَالله بئْسَمَا تأمرونني أتعطونني ابنكم أغذوه لكم وأعطيكم ابْني تَقْتُلُونَهُ هَذَا وَالله لَا يكون أبدا فَقَالَ الْمطعم بن عدي بن نَوْفَل بن عبد منَاف وَالله يَا أَبَا طَالب لقد أنصفك قَوْمك وجهدوا على التَّخَلُّص مِمَّا تكره فَمَا أَرَاك تُرِيدُ أَن تقبل مِنْهُم شَيْئا فَقَالَ وَالله مَا أنصفوا وَلَكِنَّك قد أَجمعت على خلافي ومظاهرة الْقَوْم على فَاصْنَعْ مَا بدا لَك فحقب الْأَمر وحميت الْحَرْب وتنابذ الْقَوْم فَقَالَ أَبُو طَالب // (من الطَّوِيل) //

(أَلا قل لعَمْرو والوليد ومطعمٍ ... أَلا لَيْت حظّي من حياطتكم بكر)

(من الخور صخّابٌ كثيرٌ رغاؤه ... يرشّ على السّاقين من بَوْله قطر)

(أرى أخوينا من أَبينَا وأُمّنا ... إِذا سئلا قَالَا إِلَى غَيرنَا الْأَمر)

(أخصّ خُصُوصا عبد شمس ونوفلاً ... هما نبذانا مثل مَا تنبذ الْخمر)

وَفِي حَيَاة الْحَيَوَان مَاتَ أَبُو طَالب فِي نصف شَوَّال من السّنة الْعَاشِرَة من الْبعْثَة وَكَانَ النَّبِي

ابْن سبع وَأَرْبَعين سنة وَثَمَانِية أشهر وَأحد عشر يَوْمًا وَأَبُو طَالب ابْن بضع وَثَمَانِينَ سنة وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ قبل هجرته بِثَلَاث سِنِين روى سعيد بن الْمسيب عَن أَبِيه قَالَ لما حضرت أَبَا طَالب الْوَفَاة جَاءَهُ رَسُول الله

فَوجدَ عِنْده أَخَاهُ الْعَبَّاس وَعبد الله بن أُميَّة وَأَبا جهل بن هِشَام فَقَالَ يَا عَم قل لَا إِلَه إِلَّا الله كلمة أشهد لَك بهَا عِنْد الله فَقَالَ أَبُو جهل يَا أَبَا طَالب أترغب عَن مِلَّة عبد الْمطلب فَلم يزل رَسُول الله

يعرضهَا عَلَيْهِ وَيَقُول لَهُ أَبُو جهل أترغب إِلَى اخره فَلَمَّا رأى حرص النَّبِي

قَالَ يَا ابْن أخي

<<  <  ج: ص:  >  >>