للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بِالْقَلْبِ وَأما كفر العناد فَهُوَ أَن يعرف الله بِقَلْبِه ويعترف بِلِسَانِهِ وَلَكِن لَا يدين بِهِ وَلَا يكون منقادا مُطيعًا ككفر أبي طَالب فَإِنَّهُ قَالَ فِي شعر لَهُ // (من الْكَامِل) //

(وَلَقَد علمت بأنّ دين محمدٍ ... من خير أَدْيَان البريّة دينا)

(لَوْلَا الْمَلَامَة أَو حذَارِي سبةٍ ... لوجدتّني سَمحا بِذَاكَ مُبينًا)

(وَدَعَوْتنِي وَعلمت أنّك ناصحي ... وَلَقَد صدقت وَكنت ثمّ أَمينا)

(وَالله لن يصلوا إِلَيْك بِجَمْعِهِمْ ... حَتَّى أُوسّد فِي التّراب دَفِينا)

(فَاصْدَعْ بِأَمْرك مَا عَلَيْك غضاضةٌ ... واجهر وقرّ بِذَاكَ مِنْك عيُونا)

وَجَمِيع الْأَنْوَاع الْأَرْبَعَة سَوَاء فِي أَن الله تَعَالَى لَا يغْفر لأصحابها إِذا مَاتُوا عَلَيْهَا نَعُوذ بِاللَّه مِنْهَا وَحكى عَن هِشَام بن السَّائِب الْكَلْبِيّ أَو أَبِيه أَنه قَالَ لما حضرت أَبَا طَالب الْوَفَاة جمع إِلَيْهِ وُجُوه قُرَيْش فأوصاهم فَقَالَ يَا معشر قُرَيْش أَنْتُم صفوة الله من خلقه وَإِنِّي أوصيكم بِمُحَمد خيرا فَإِنَّهُ الْأمين فِي قُرَيْش وَالصديق فِي الْعَرَب وَهُوَ الْجَامِع لكل مَا أوصيكم بِهِ وَقد جَاءَ بِأَمْر قبله الْجنان وَأنْكرهُ اللِّسَان مَخَافَة الشنآن وَايْم الله كَأَنِّي أنظر إِلَى صعاليك الْعَرَب وَأهل الْوَبر والأطراف وَالْمُسْتَضْعَفِينَ من النَّاس قد أجابوا دَعوته وَصَدقُوا كَلمته وعظموا أمره فَخَاضَ بهم غَمَرَات الْمَوْت فَصَارَت رُؤَسَاء قُرَيْش وَصَنَادِيدهَا أذناباً ودورها خراباً وضعفاؤها أَرْبَابًا فَإِذا أعظمهم إِلَيْهِ أحوجهم إِلَيْهِ وأبعدهم مِنْهُ أحظاهم عِنْده قد محضته الْعَرَب ودادها وأصفت لَهُ فؤادها وأعطت لَهُ قيادها يَا معشر قُرَيْش كونُوا لَهُ وُلَاة ولحرمه حماة وَالله لَا يسْلك أحد سَبيله إِلَّا رشد وَلَا يَأْخُذ أحد بهديه إِلَّا سعد وَلَو كَانَ لنَفْسي مُدَّة ولأجلي تَأْخِير لكففت عَنهُ الهزاهز ولدفعت عَنهُ الدَّوَاهِي ثمَّ هلك وَدفن بصدر الشّعب أَعلَى الْحجُون وَجُمْلَة أَوْلَاده أَرْبَعَة ذُكُور وأنثيان أكبرهم طَالب وَبِه كَانَ يكنى ثمَّ ولد لَهُ بعد عشر سنيتن عقيل ثمَّ بعد عشرَة سِنِين جَعْفَر ثمَّ بعد عشر سِنِين عَليّ والأنثيان هِنْد أَو فَاخِتَة وتكنى بِأم هانىء بِابْن كَانَ لَهَا اسْمه هَانِيء وَالْأُخْرَى جمانة

<<  <  ج: ص:  >  >>