ينْكح بعضه بَعْضًا ثمَّ ذكر نزُول نزله ومنزله وَقيل إِن معنى كَونهَا أخذت من ضلع آدم أَن المُرَاد الضلع الحسابي فَإِنَّهَا ضلع من أضلاع آدم كَمَا هُوَ مُقَرر فِي علم الأوفاق قَالَ بعض المغاربة فِي كَلَامه على وفْق زحل هَذَا فَإِن جملَة أعداد حُرُوف الوفق خَمْسَة وَأَرْبَعُونَ هِيَ مَجْمُوع قَوْلك آدم لِأَن كل ضلع مِنْهُ وكل ب ط د ز وَج وَا ح شطر من أشطاره جملَته خَمْسَة عشر وَهُوَ جملَة اسْم حَوَّاء قَالَ وَله مُنَاسبَة ظَاهِرَة من حَيْثُ إِن حَوَّاء خلقت من ضلع آدم وَقد ظهر مَعَ هَذَا اسْم حَوَّاء فِي الوفق فِي السطر الثَّالِث وَهُوَ واح بِتَقْدِيم وَتَأْخِير وَسمعت عَن بعض عُلَمَاء عصرنا أَن المُرَاد بِكَوْنِهَا أخذت من ضلعه هَذَا الْمَعْنى قلت أذكر فِي هَذَا القَوْل بَيْتا فِي مَعْنَاهُ وَهُوَ
(مَنْ كانَ آدم جُملاً فِي سنِّنهِ ... هَجَرتهُ حوَّاءُ السنينَ مِنَ الدِّمَا)
وَهُوَ مِمَّا يطارح بِهِ الأدباء فَفِيهِ نوع رقة يدريها من طبعه فِيهِ دقة انْتهى وَعَن وهب أَن الله خلق حَوَّاء من فضل طِينَة آدم على صورته وَفِي رِوَايَة أَنَّهَا كَانَت فِي طول آدم وَحسنه وَلها سَبْعمِائة ضفيرة مرصعة بالياقوت محشوة بالمسك وَكَانَت متوجة على صُورَة آدم غير أَنَّهَا أرق مِنْهُ جلدا وأخفى صَوتا وأدعج عينا وأملح ثغراً وألطف بناناً وألين كفا وروى أَنه لما ابتدع لَهُ خلق حَوَّاء وَقد ألْقى عَلَيْهِ السبات جعلهَا فِي مَوضِع النقرة الَّتِي بَين وركيه لكَي تكون الْمَرْأَة تبعا للرجل فَأَقْبَلت تتحرك فانتبه لتحركها فَلَمَّا انتبه نوديت أَن تنحى عَنهُ فَلَمَّا نظر إِلَيْهَا نظر إِلَى خلق حسن يشبه صورته غير أَنَّهَا أُنْثَى فكلمها وكلمته بلغته فَقَالَ لَهَا من أَنْت فَقَالَت أَنا خلق خلقني الله تَعَالَى كَمَا ترى فَقَالَ آدم عِنْد ذَلِك يَا رب مَا هَذَا الْخلق الْحسن الَّذِي قد آنستني قربه وَالنَّظَر إِلَيْهِ فَقَالَ الله تَعَالَى يَا آدم هَذِه أمتِي حَوَّاء فتحت أَن تكون مَعَك فتؤنسك وتحدثك وَتَكون تَابِعَة لأمرك فَقَالَ نعم يَا رب لَك عَليّ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute