للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَبَين الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب وَكَانَا شَرِيكَيْنِ فِي الْجَاهِلِيَّة متفاوضين فِي المَال متحابين توفّي بِالْمَدِينَةِ فِي خلَافَة عمر وَصلى عَلَيْهِ وشيعه بِالبَقِيعِ ووقف على قَبره حِين دفن وَكَانَ لَهُ من الْوَلَد الْحَارِث وَعبد الله وَعبيد الله والمغيرة وَسَعِيد وَعبد الرَّحْمَن وَرَبِيعَة فهم سَبْعَة فَأَما الْحَارِث بن نَوْفَل بن الْحَارِث بن عبد الْمطلب فَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ ببة لِأَن أمه هِنْد ابْنة سُفْيَان بن حَرْب بن أُميَّة كَانَت ترقصه وَهُوَ طِفْل فَتَقول // (من الرجز) //

(لأنكحن ببّة ... جَارِيَة خدبّه)

(مكرمَة محبّه ... تحبّ أهل الكعبه)

والخدبة الْعَظِيمَة السمينة والخدب الْعَظِيم السمين الجافي وَكَانَ الْحَارِث هَذَا قد اصلح عَلَيْهِ أهل الْبَصْرَة حِين توفى يزِيد بن مُعَاوِيَة وَخرج ابْن الْأَشْعَث فَلَمَّا هزم هرب إِلَى همذان فَمَاتَ بهَا وَقَالَ الْوَاقِدِيّ كَانَ الْحَارِث بن نَوْفَل على عَهده عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام ولد لَهُ عبد الله بن الْحَارِث بن نَوْفَل بن الْحَارِث بن عبد الْمطلب فاتى بِهِ رَسُول الله

فحنكه ودعا لَهُ وَكَانَت تَحت الْحَارِث هَذِه درة بنت أبي لَهب بن عبد الْمطلب وَاسْتَعْملهُ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام على بعض اعمال بِمَكَّة وَاسْتَعْملهُ أَبُو بكر أَيْضا وَقيل إِنَّه مَاتَ بِالْبَصْرَةِ بعد أَن اختطها دَارا فِي ولَايَة عبد الله بن عَامر بن كريز فَمَاتَ بهَا آخر خلَافَة عُثْمَان رَضِي الله عَنْهُمَا وَأما الْمُغيرَة بن نَوْفَل بن الْحَارِث فيكنى أَبَا يحيى بِابْن لَهُ من أُمَامَة بنت الرّبيع الَّتِي أمهَا زَيْنَب بنت رَسُول الله

كَانَ الْمُغيرَة تزَوجهَا بعد عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ وكرم وَجهه شهد صفّين مَعَ عَليّ وولاه الْقَضَاء عُثْمَان بن عَفَّان ولد الْمُغيرَة الْمَذْكُور بِمَكَّة قبل الْهِجْرَة وَقيل بعْدهَا وَلم يدْرك من حَيَاته عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام غير سِتّ سِنِين وَهُوَ الَّذِي تلقى عبد الرَّحْمَن بن ملجم لَعنه الله حِين ضرب علينا فَلَمَّا علم النَّاس بِهِ حمل عَلَيْهِم بِسَيْفِهِ فأفرجوا لَهُ فَتَلقاهُ الْمُغيرَة هَذَا بقطيفة فَرَمَاهَا عَلَيْهِ واحتمله وَضرب بِهِ الأَرْض وَقعد على صَدره وانتزع السَّيْف من يَده وَكَانَ أسداً وافرا

<<  <  ج: ص:  >  >>