للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الْجَوْهَر وَصَاح آدم صَيْحَة فَلم يبْق أحد فِي الْجنَّة إِلَّا ناداه يَا عاصي يَا عاصي أهكذا كَانَ الْعَهْد بَيْنك وَبَين رَبك وانتفضت عَنهُ الْأَشْجَار ونادته يَا عاصي وآدَم يُنَادي الْأمان الْأمان وحواء تروم ستر نَفسهَا بشعرها فَلَا تقدر والنداء عَلَيْهَا يَا عاصية فَقَعَدت وَوضعت رَأسهَا على ركبتيها حَتَّى لَا يَرَاهَا أحد فَأتى جِبْرِيل فَأخذ بناصيته فَقَالَ أَيهَا الْملك ارْفُقْ بِي فَقَالَ لَا أرْفق بعاص فاضطرب آدم وارتعد حَتَّى ذهب كَلَامه ونوديت حَوَّاء من فعل بك هَذَا فَقَالَت غرني عدوي وَمَا كنت أَظن أحدا يحلف بك كَاذِبًا فَقيل لَهَا اخْرُجِي مغرورة فقد جعلتك نَاقِصَة الْعقل وَالدّين وَالْمِيرَاث وجعلتك أسيرة أَيَّام حياتك وحرمتك الْجُمُعَة وَالْجَمَاعَة وَالسَّلَام والتحية وقضيت عَلَيْك بالطمث وَجهد الْحَبل والولادة والطلق ولتكوني أَكثر حزنا وجزعاً وَأَقل صبرا فَلَمَّا خرجت إِلَى بَاب الْجنَّة فَإِذا هِيَ بِآدَم فصاحبت صَيْحَة عَظِيمَة يَا لَهَا حسرة وَقَالَت دَعْنِي يَا جِبْرِيل أنظر إِلَى الْجنَّة وَجعلت تلْتَفت بحسرة واكتئاب ثمَّ أَتَى بالطاوس مقطعاً ريشه من طعن الْمَلَائِكَة وَجِبْرِيل يَقُول لَهُ اخْرُج من الْجنَّة أبدا فَإنَّك مشئوم أبدا وَكَذَلِكَ الْحَيَّة وَقد صَارَت ممسوخةً مَمْنُوعَة من النُّطْق مشقوقة اللِّسَان وَالْمَلَائِكَة تَقول لَهَا لَا رَحِمك الله وَلَا رحم الله من يَرْحَمك وبرز آدم إِلَى السَّمَوَات وحجبت حَوَّاء عَنهُ فَلم يرهَا وَعَن الْحجر أَن آدم ولى هَارِبا حَيَاء من الله وَهُوَ يَقُول أهلكتني يَا حَوَّاء وَهَلَكت فَجَلَست حَوَّاء إِلَى الأَرْض وتجللت بشعرها وَرفعت رَأسهَا إِلَى الْعَرْش فتوارثت ذَلِك بناتها مِنْهَا عِنْد المصائب يرفعن رؤوسهن إِلَى السَّمَاء صارخات ونكس آدم رَأسه حَيَاء من ربه هَارِبا فِي الْجنَّة فتوارث ذَلِك مِنْهُ بنوه إِذا أصَاب أحدا مُصِيبَة نكس رَأسه إِلَى الأَرْض وَرُبمَا بحثها بِأُصْبُعَيْهِ فَأَتَاهُ النداء من الْجِهَات أَلَسْت فَارًّا مني يَا آدم فَقَالَ يَا رب وَأَيْنَ أفر مِنْك وَإِن لم تغْفر لي وترحمني أكن من الخاسرين وَلما مر آدم فِي الْجنَّة يعدو علقت شَجَرَة من الْجنَّة بِشعرِهِ فأوقفته وكلمته فِي رَأسه فَلَمَّا خرج من الْجنَّة أخرجت تِلْكَ الشَّجَرَة مَعَه قيل إِنَّهَا شَجَرَة العليق سميت بذلك لِأَنَّهَا تعلّقت بِآدَم فَهِيَ لَا تنْبت إِلَّا فِي السباخ وَلم ينْتَفع مِنْهَا بِشَيْء

<<  <  ج: ص:  >  >>