السَّاعَة من سني الدُّنْيَا ثَلَاث وَثَمَانُونَ سنة وَأَرْبَعَة اشهر وَبَقِي مصورا طينا فخار صلصالاً على بَاب الْجنَّة خمس سَاعَات إِلَى انفخ فِيهِ الرّوح وأهبط على الْجَبَل عِنْد غرُوب الشَّمْس من يَوْم الْجُمُعَة وَأول سَاعَة من لَيْلَة السبت وَألقى الله السبات على كل حَيّ تِلْكَ اللَّيْلَة إِلَّا الْمَلَائِكَة فَإِنَّهَا لَا تنام فَبَقيَ آدم على الْجَبَل حائراً مُنْفَردا ينظر يَمِينا وَشمَالًا لَا يرى شَيْئا إِلَّا السَّمَاء والنجوم وَمَا كَانَ أبصرهَا فَرَأى وَحْشَة وظلام الْأُفق وَكَانَ أول لَيْلَة من نيسان فَبكى بكاء شَدِيدا حَتَّى أصبح صباح السبت وَجَاء نور النَّهَار فسبح الله وَكبره وَكَذَلِكَ حَوَّاء وَقَالا هَذَا من النُّور الَّذِي نعرفه فِي الْجنَّة إِلَّا أَنه لَيْسَ بذلك وَلما طلعت الشَّمْس بحرها خافا أَن يكون عذَابا فازداد بكاؤهما فأعلمها جِبْرِيل أَنه هَذِه الشَّمْس وَأَنه لَا ضَرُورَة فِيهَا فسكنا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَنظر آدم إِلَى الْجبَال والأودية وَالْأَشْجَار والأنهار فَبكى وَقَالَ أَيْن هَذَا مِمَّا كُنَّا فِيهِ من الْجنَّة وَلما طلع النَّهَار أَلْقَت حَوَّاء الطّيب والجواهر وَوضعت يَديهَا على رَأسهَا صارخة من الوحشة فَاتخذ ذَلِك بناتها سنة فِي المصائب وَإِن آدم لَوْلَا تَأْخِير أَجله لمات خوفًا من الوحشة فَأوحى الله إِلَى جِبْرِيل أَن قل لَهُ هَذَا كُله بخطيئتكما إِذا لم تطيعا أَمْرِي بعد أَن حذرتكما من عدوكما وسأجمع بَيْنك وَبَين زَوجك فتب إِلَيّ وادعني واستغفرني أَسْتَجِب لَك وأغفر لَك وَأَنا الغفور الرَّحِيم فَأعلمهُ جِبْرِيل وَصعد إِلَى السَّمَاء فَقَالَ يَا جِبْرِيل أتتركني فريدا ووحيدا فَقَالَ لَهُ بذلك أَمرنِي رَبِّي وَعَن النَّبِي
أَن آدم هَبَط إِلَى الأَرْض مسوداً فضجت الْمَلَائِكَة إِلَى الله تَعَالَى فَأمره الله تَعَالَى أَن يَصُوم الْأَيَّام الْبيض فَلَمَّا صَامَ الثَّالِث عشر ذهب ثلث السوَاد فَمَا صَامَ الرَّابِع عشر ذهب ثُلُثَاهُ فَلَمَّا صَامَ الْخَامِس عشر ابيض كُله ثمَّ ناداه مُنَاد يَا آدم هَذِه الْأَيَّام لَك ولولدك من صامها فِي كل شهر فَكَأَنَّمَا صَامَ الدَّهْر وروى أَن جِبْرِيل قَالَ يَا آدم حياك الله وبياك فَقَالَ أما حياك فأعرفه فَمَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute