نَحن من مَاء ثمَّ انصرفا عَنهُ قَالَ يَقُول الشَّيْخ مَا من مَاء من مَاء الْعرَاق أَرَادَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام أَن يُوهِمهُ أَنه من الْعرَاق وَكَانَ الْعرَاق يُسمى مَاء لِكَثْرَة المَاء فِيهِ وَإِنَّمَا أَرَادَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام أَنه خلق من نُطْفَة من مَاء ثمَّ رَجَعَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام إِلَى أَصْحَابه فَلَمَّا أَمْسَى بعث عَليّ بن أبي طَالب وَالزُّبَيْر بن الْعَوام وَسعد بن أبي وَقاص فِي نفر من أَصْحَابه إِلَى مَاء بدر يَلْتَمِسُونَ الْخَبَر فَأَصَابُوا راوية لقريش فِيهَا غُلَام أسود لبني الْحجَّاج اسْمه أسلم وَغُلَام لبني الْعَاصِ بن سعيد عريض بن يسَار وفر الْبَاقُونَ وَكَانُوا كثيرا وَأول من بلغ قُريْشًا من الْفِرَار رجل اسْمه عجير فَبَلغهُمْ خبر رَسُول الله
وَقَالَ يَا آل غَالب هَذَا ابْن أبي كَبْشَة مَعَ أَصْحَابه قد أخذُوا راويتكم مَعَ غلامين منا أَيهَا الوراد فَوَقع فِي جيشهم انزعاج واضطراب وَخَوف فَلَمَّا أَتَوا رَسُول الله
بالغلامين سألوهما وَهُوَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام يُصلي فَقَالَا نَحن سقاة قُرَيْش بعثونا نسقيهم من المَاء فكره الْقَوْم خبرهما ورجوا أَن يَكُونَا لأبي سُفْيَان صاحبِ العير فضربوهما فَلَمَّا أذلقوهما قَالَا نَحن لأبي سُفْيَان فتركوهما وَسلم عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام من صلَاته فَقَالَ إِذا صدقاكم ضربتموهما وَإِذا كذباكم تركتموهما صدقا وَالله إنَّهُمَا لقريش أخبراني عَن قُرَيْش قَالَا هم وَالله وَرَاء هَذَا الْكَثِيب الْعَقَنْقَل فَقَالَ لَهما كم الْقَوْم فَقَالَا كثير قَالَ كم عدتهمْ قَالَا مَا نَدْرِي قَالَ كم ينحرون كل يَوْم من الْإِبِل قَالَا يَوْمًا تسعا وَيَوْما عشرا فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام الْقَوْم بَين التسْعمائَة وَالْألف ثمَّ قَالَ لَهما فَمن فيهم من أَشْرَاف قُرَيْش قَالَا عتبَة بن ربيعَة وَشَيْبَة بن ربيعَة وَأَبُو البخْترِي بن هِشَام وَحَكِيم بن حزَام وَنَوْفَل بن خويلد والْحَارث بن عَامر بن نَوْفَل وَطعيمَة بن عدي بن