للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ثمَّ انْطلق إِلَى عَرَفَات فَأَقَامَ على الْمُعَرّف ثمَّ أمره عِنْد غرُوب الشَّمْس أَن يَقُول {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا} الْأَعْرَاف ٢٣ سبعا ليَكُون سنة فِي وَلَده معترفين بِذُنُوبِهِمْ هُنَاكَ ثمَّ أمره فَأَفَاضَ من عَرَفَات ثمَّ انْتهى إِلَى جمع فَبَاتَ ليلته بهَا وَجمع فِيهَا بَين الصَّلَاتَيْنِ فِي وَقت الْعَتَمَة فِي ذَلِك الْموضع إِلَى ثلث اللَّيْل وَأمره إِذا طلعت الشَّمْس أَن يسْأَل الله التَّوْبَة وَالْمَغْفِرَة سبع مَرَّات ليَكُون سنة فِي وَلَده فَمن لم يدْرك عَرَفَات فَأدْرك جمعا فقد أدْرك حجه وأفاض من جمع إِلَى منى ضحوة فَأمره إِن يقر إِلَى الله قرباناً ليتقبل الله مِنْهُ وَيكون سنة فِي وَلَده فَقرب قرباناً فَتقبل مِنْهُ قربانه فَأرْسل الله نَارا من السَّمَاء فقبضته فَقَالَ جِبْرِيل يَا آدم ارمه بِسبع حَصَيَات فَفعل فَذهب فَقَالَ جِبْرِيل إِنَّك لن ترَاهُ بعد مقامك هَذَا أبدا ثمَّ انْطلق بِهِ إِلَى الْبَيْت فَأمره أَن يطوف سبع مَرَّات فَفعل فَقَالَ جِبْرِيل حلت لَك زَوجتك وَعَن مُعَاوِيَة بن عمار عَن أبي عبد الله قَالَ لما أَفَاضَ آدم من عَرَفَات تَلَقَّتْهُ الْمَلَائِكَة فَقَالَت لَهُ بر حجك يَا آدم أما إِنَّا قد حجَجنَا هَذَا الْبَيْت قبلك بألفي عَام وَفِي حَدِيث وهب بن مُنَبّه الْيَمَانِيّ أَن آدم بَكَى على الْجنَّة مِائَتي سنة فَعَزاهُ الله بخيمة من خيام الْجنَّة فوضعها لَهُ بِمَكَّة فِي مَوضِع الْكَعْبَة وَتلك الْخَيْمَة من ياقوتة حَمْرَاء لَهَا بَابَانِ شَرْقي وَغَرْبِيٌّ من ذهب منظومتان مُعَلّق فِيهَا ثَلَاثَة قناديل من تبر الْجنَّة تلتهب نورا وَأنزل الرُّكْن وَهُوَ ياقوتة بَيْضَاء من ياقوت الْجنَّة وَكَانَ كرسياً لآدَم عَلَيْهِ السَّلَام يجلس عَلَيْهِ وَإِن خيمة آدم لم تزل فِي مَكَانهَا حَتَّى قَبضه الله تَعَالَى ثمَّ رَفعهَا إِلَيْهِ وَبنى بَنو آدم موضعهَا بَيْتا من الْحِجَارَة والطين وَلم يزل معموراً وَأعْتق من الْغَرق وَلم يغرقه المَاء حَتَّى ابتعث الله إِبْرَاهِيم وَذكر وهب أَن ابْن عَبَّاس أخبرهُ إِن جِبْرِيل وقف على النَّبِي

وَعَلِيهِ عِصَابَة خضراء قد علاها الْغُبَار فَقَالَ رَسُول الله

مَا هَذَا الْغُبَار قَالَ إِن الْمَلَائِكَة أمرت بزيارة الْبَيْت فازدحمت فَهَذَا الْغُبَار مِمَّا تثيره الْمَلَائِكَة بأجنحتها

<<  <  ج: ص:  >  >>