قَالَ ابْن إِسْحَاق وَمن بني الْحَارِث بن فهر شَافِع وشفيع حليفان لَهُم من الْيمن قلت الْعجب من ابْن هِشَام أَنه لم يذكر الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب فِي جملَة الأسرى وَقد ذكر غَيره وَيدل لَهُ الحَدِيث الشريف
إِنِّي لم أَبَت من أَنِين الْعَبَّاس فاحللوا من وثَاقه أَو كَمَا قَالَ
وَكَانَ مِمَّا قيل فِي بدر من الشّعْر وترادَّ بِهِ الْقَوْم بَينهم لما كَانَ فِيهِ قَول حَمْزَة ابْن عبد الْمطلب يرحمه الله قَالَ ابْن هِشَام وَأكْثر أهل الْعلم بالشعر ينكرها ونقيضتها // (من الطَّوِيل) //
(أَلَمْ تَرَ أَمْراً مِنْ عَجَبِ الدَّهْرِ ... وَلِلْحَيْنِ أَسْبَابٌ مُبَيَّنَةُ الأَمْرِ)
(وَمَا ذَاكَ إِلَاّ أَنَّ قَوْماً أَفَادَهُمْ ... فَخَانُوا تَوَاصَوْا بِالْعٌ قُوقِ وبِالْكُفْرِ)
(عَشِيَّةَ رَاحُوا نَحْوَ بَدْرٍ بِجَمْعِهِمْ ... فَكَانُوا رُهُوناً لِلرَّكِيَّةِ مِنْ بَدْرِ)
(وَكُنَّا طَلَبْنَا الْعِيرَ لَمْ نَبْغِ غَيْرَهَا ... فَسَارُوا إِلَيْنَا فالتقينا عَلَى قَدْرِ)
(فَلَمَّا الْتَقَيْنَا لَمْ تَكُنْ مَثْنَوِيَّةٌ ... لَنَا غَيْرَ طَعْنٍ بِالمثقَّفَةِ السُّمْرِ)
(وَضَرْبٍ بِبِيضٍ يَخْتَلِى الْهَامَ حَدُّهَا ... مُشَهَّرَةِ الأَلْوَانِ بَيِّنةِ الأَثْرِ)
(وَنَحْنُ تَرَكْنَا عُتْبَةَ الْغَىِّ ثَاوِياً ... وَشَيْبَةَ فِي قَتْلَى تَجَرْجَمَ فِي الْجَفْرِ)
(وَعَمْرٌ وثَوَى فِيمَنْ ثَوَى مِن حُمَاتِهِمْ ... فَشُقَّتْ جُيُوبُ النَّائِحَاتِ عَلَى عَمْرِو)
(جُيُوبُ نِسَاءٍ مِنْ لُؤَىِّ بْنِ غَالِبٍ ... كِرَام تَفَرَّعْنَ الْذَوَائِبَ مِنْ فِهْرِ)
(أُولَئِكَ قَوْمٌ قُتِّلُوا فِي ضَلالِهِمْ ... وَخَلَّوْا لِوَاءً غَيْرَ مُحْتَضَرِ النَّصْرِ)
(لِوَاءَ ضَلالٍ قَادَ إِبْلِيسُ أَهْلَهُ ... فَخَاسَ بِهِمْ إِنَّ الْخَبِيثَ إلَى غَدْرِ)
(وَقَالَ لَهُمْ إِذْ عَايَنَ الأَمْرَ وَاضِحَاً ... بَرِئْتُ إِلَيْكُمْ مَا بِىَ الْيَوْمَ مِنْ صَبْرِ)
(فَإِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ وَإِنَّنِي ... أَخَافُ عِقَابَ الله وَالله ذُو قَسْرِ)