مطر فَنزع ثوبيه ونشرهما على شَجَرَة ليجفّا واضطجع تحتهَا وهم ينظرُونَ فَقَالُوا لدعثور قد انْفَرد مُحَمَّد فَعَلَيْك بِهِ فَأقبل وَمَعَهُ سيف حَتَّى قَامَ على رَأسه
فَقَالَ من يمنعك مني الْيَوْم فَقَالَ
الله فَدفع جِبْرِيل فِي صَدره فَوَقع السَّيْف من يَده فَأَخذه النَّبِي
فَقَالَ من يمنعك منى قَالَ لَا أحد وَأَنا أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَنَّك رَسُول الله ثمَّ أَتَى قومه فَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَام وَأنزل الله (يَا أَيُهَا اَلَذِين آمَنُوا اَذكُرُوا نِعمَتَ الله عَلَيْكُم إِذ هَم قوم أَن يبسطوا إِلَيْكُم أَيْديهم. .} الْآيَة وَيُقَال كَانَ ذَلِك فِي ذَات الرّقاع ثمَّ رَجَعَ
وَلم يلق كيداً وَكَانَت غيبته إِحْدَى عشرَة لَيْلَة وفيهَا غَزْوَة نَجْرَان وَتسَمى غَزْوَة بني سُليم من نَاحيَة الفرَع بِفَتْح الْفَاء وَالرَّاء كَمَا قَيده السُّهيْلي وَقَالَ فِي الْقَامُوس ونجران وتضم مَوضِع بِنَاحِيَة الْفَرْع كَمَا رَأَيْته بِخَطِّهِ بِضَم الْفَاء لَا غير وسببها أَنه بلغه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام أَن بهَا جمعا كثيرا من بني سُليم فَخرج فِي ثَلَاثمِائَة رجل من أَصْحَابه فوجدوهم قد تفَرقُوا فِي مِيَاههمْ فَرَجَعُوا وَلم يلق كيداً وَكَانَ قد اسْتعْمل على الْمَدِينَة ابْن أم مَكْتُوم كَمَا قَالَه ابْن هِشَام وَكَانَت غيبته عشر لَيَال وفيهَا سَرِيَّة زيد بن حَارِثَة إِلَى القَرْدة بِفَتْح الْقَاف وَسُكُون الرَّاء كَمَا ضَبطه ابْن الْفُرَات اسْم مَاء من مياه نجد