وَلما أشرف عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام على الْقَتْلَى قَالَ أَنا شَهِيد على هَؤُلَاءِ مَا من جريح يجرح فِي الله إِلَّا وَالله يَبْعَثهُ يَوْم الْقِيَامَة بدمى جرحه اللَّوْن لون الدَّم وَالرِّيح ريح الْمسك وَفِي رِوَايَة عبد الله بن ثَعْلَبَة قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام لقتلى أحد زملوهم بجراحهم وروى أَبُو بكر بن مرْدَوَيْه أَن رسولَ الله
قَالَ يَا جَابر أَلا أخْبرك مَا كلم الله أحدا قطّ إِلَّا من وَرَاء حجاب وَإنَّهُ كلم أَبَاك كفاحاً فَقَالَ سلني أعطك قَالَ أَسأَلك أَن أرد إِلَى الدُّنْيَا فأقتل فِيك ثَانِيَة فَقَالَ الرب عز وَجل إِنَّه سبق مني أنهمِ لَا يرجعُونَ إِلَى الدُّنْيَا قَالَ أَي رب فأبلغ من ورائي فَأنْزل الله ( {وَلا تحسَبَنَ الَذِينَ قُتِلوا فِي سَبِيل الله أَمْوَاتًا بل أَحيَاء} وَعَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله
لما أُصِيب إخْوَانكُمْ بِأحد جعل الله أَرْوَاحهم فِي أَجْوَاف طير خضر ترد أَنهَار الْجنَّة وتأكل من ثمارها وتأوي إِلَى قناديل من ذهب فِي ظلّ الْعَرْش فَلَمَّا وجدوا طيب مَأْكَلهمْ وَمَشْرَبهمْ وَحسن مقيلهم قَالُوا يَا لَيْت إخوانَنَا يعلمُونَ مَا صنع الله بِنَا لِئَلَّا يَزْهَدُوا فِي الْجِهَاد وَلَا ينكلُوا عَن الْحَرْب قَالَ الله تَعَالَى أَنا أبلغهم عَنْكُم فَأنْزل الله عز وَجل هَذِه الْآيَات ( {وَلا تَحسَبَنَ الَّذين قتلوا} رَوَاهُ أَحْمد