للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(فأورثَ فِي الضَّمِير لهيبَ نارٍ ... مُقيمٌ فِيهِ هابيلُ الذّبيحُ)

(رماهُ أَخُوهُ ذُو الفَجَراتِ ظُلماً ... وبغياً مِنْهُ قابيلُ الشحيحُ)

(فيَلعنهُ الإلهُ بِمَا جناهُ ... وصعَّر خدّه وَله القُبوحُ)

فَيُقَال إِن إِبْلِيس لَعنه الله أَجَابَهُ بقوله // (من الوافر) //

(تَنحَّ عَن الْبِلَاد وساكنيها ... فَفِي الفردوسِ ضاقَ بك الفسيحُ)

(وكنتَ بهَا وزوجكَ فِي رَخاَءٍ ... من الدّنيا وعيشُكَ مستريحُ)

(فَمَا انفكَّت مُكايدتي ومَكري ... إِلَى أَن فاتَكَ الثمنُ الربيحُ)

(فلولا نعمةُ الجبَّارِ أَضحَى ... بكفكَ من جنانِ الْخلد ريحُ)

(أَهاجَكَ آدم الدهرُ الكدوحُ ... فدمعكَ هاطلٌ هَتِنٌ يسيحُ)

(وجاءتكَ المصائبُ عادياتٍ ... وسوفَ عَلَيْك ترجعُ أَو تروحُ)

(فَلَا تبْكي فإنكَ غيرُ خالٍ ... من الأحزان مَا صحبتكَ روحُ)

(وعندك بُغيتي ولديكَ ثأْري ... وولدكَ بعد موتكَ لَا أُريحُ)

قَالَ عمَارَة بن زيد لما هرب قابيل أرسل الله إِلَيْهِ ملكا فَقَالَ لَهُ أَيْن أَخُوك هابيل فَقَالَ مَا كنت عَلَيْهِ رقيباً فَقَالَ لَهُ الْملك إِن الله يَقُول لَك إِن صَوت أَخِيك لينادي من الأَرْض أَنَّك قتلته فَمن الْآن أَنْت مَلْعُون وَإِذا عملت بِيَدِك حرثاً فَإِن الأَرْض لَا تعطيك شَيْئا أبدا وَلَا تزَال فَزعًا تائهاً فِي الأَرْض أبدا وَإنَّهُ سيقتل خِيَار ولدك وَيكون موتك أسفا على من قتل من ذريتك ثمَّ انْصَرف الْملك عَنهُ فَقَالَ لقد عظمت مصيبتي من أَيْن يغفرها لي رَبِّي ثمَّ إِنَّه سلط الله عَلَيْهِ الْفَزع من كل شَيْء لَو مر بِهِ الذُّبَاب توهم أَنه يقْتله وَكَانَ طول عمره حَزينًا خَائفًا وإبليس مَعَه فِي شَرْقي عدن وَبَقِي آدم مائَة سنة حَزينًا لَا يضْحك فَأوحى الله إِلَيْهِ يَا آدم إِن الله يعزيك ويأمرك بِالصبرِ ليوجب لَك الْأجر فَلَا تكبرن عَلَيْك مُصِيبَة قابيل فقد وَجَبت عَلَيْهِ اللَّعْنَة وهابيل أجعله قَائِد الشُّهَدَاء يَوْم الْقِيَامَة إِلَى الْجنَّة وقابيل قرين إِبْلِيس فِي

<<  <  ج: ص:  >  >>