(يَالَقَوْمي هَلْ يَقْتُلُ المرءَ مِثْلي ... وَاهِنُ البَطْشِ والعِظَامِ سَئُومُ؟)
(لَوْ يَدِبُّ الحولِيُّ مِنْ وَلدِ الذّرْ ... رِعَلَيْهَا لأَنْدَبَتْهَا الكُلُومُ)
(شَأْنُهَا العِطْرُ والفِرَاشُ وَيَعْلُوهَا ... لجينٌ وَلُؤلُؤٌ مَنْظُومُ)
(لَمْ تَفُتْهَا شَمْسُ النَّهَارِ بشيءٍ ... غَيْرَ أَنَّ الشَّبَابَ لَيْسَ يَدُومُ)
(إِنَّ خَالِي خَطِيبُ جَابيَةِ الجولَانِ ... عِنْدَ النُّعْمَانِ حِينَ يَقُومُ)
(وأَنَا الصِّقْرُ عِنْدَ بَابِ ابْنِ سَلْمَى ... يَوْمَ نُعْمَانُ فِي الكُبُولِ سَقِيمُ)
(فَأُبي وَوَاقِدٌ أُطْلقَا لِي ... يَوْمَ رَاحَا وَكَبْلُهُ مَحْطُومُ)
(وَرَهَنْتَ اليَدَين عَنْهُم جَمِيعًا ... كُلُّ كَفّ جُزءٌ لَهَا مَقْسُومُ)
(وَسَطَتْ نِسْبَتِي الذَّوَائِبَ مِنْهُمْ ... كُلُّ دَارٍ فِيهَا أَبٌ لِي عَظِيمُ)
(وَأَبِي فِي سُمَيْحَة القَاتِلُ الْفَاصِلُ ... يَوْمَ الْتَقَتْ عَلَيْهِ الْخُصُومُ)
(تِلْكَ أَفْعَالُنَا وَفِعْلُ الزِّبَعْرَى ... خَامِلٌ فِي صَدِيقِهِ مَذْمُومُ)
(رُبَّ حِلْمٍ أَضَاعَهُ عَدَمُ المَالِ ... وَجَهْلٍ غَطَّى عَلَيْهِ النَّعِيمُ)
(إِنَّ دَهْرًا يَبُورُ فِيهِ ذَوُو الْعِلْمِ ... لَدَهْرٌ هُوَ الْعَتُوُّ الزَّنِيمُ)
(لَا تَسُبَّنَّنِي فَلَسْتَ بِسِبِّي ... إِنَّ سِبِّي مِنَ الرِّجَالِ الْكَرِيم)
(مَا أُبَالِي أَنّبَّ بِالْحَزْنِ تَيْسٌ ... أَمْ لَحَانِي بِظَهْرِ غَيْبٍ لَئِيمُ)
(وَلِيَ الْبَأْسُ مِنْكُمُ إِذْ رَحَلْتُمْ ... أُسْرَةٌ مِنْ بَنِي قُصَيِّ صَمِيمُ)
(تِسْعَةٌ تَحْمِلُ اللِّوَاءَ وَطَارَتْ ... فِي رعَاعٍ مِنَ الْقَنَا مَخْزُومُ)
(وَأَقَامُوا حَتَّى أُبِيحُوا جَمِيعًا ... فِي مَقَامٍ وَكُلُّهُمْ مَذْمُومُ)
(بِدَمِ عَانِكٍ وَكَانَ حِفَاظًا ... أَنْ يُقيمُوا إِنَّ الْكَرِيمَ كَرِيمُ)
(وَأَقَامُوا حَتَّى أُزِيرُوا شَعُوبًا ... وَالْقَنَا فِي نُحُورِهِمْ مَحْطُومُ)
(وَقُرَيْشٌ تَفِرُّ مِنَّا لِوَاذًا ... أَنْ يُقِيمُوا وَخَفَّ مِنْهَا الْحُلُومُ)
(لَمْ تطِقْ حَمْلَهُ الْعَوَاتِقُ مِنْهُمْ ... إِنَّمَا يَحْمِلُ اللوَاءَ النُّجُومُ)
قَالَ ابْن هِشَام وأنشدني أَبُو عُبَيْدَة للحجاج بن علاط السّلمِيّ يمدح عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ وَيذكر قَتله طَلْحَة بن أبي طَلْحَة بن العَبْد الْعزي بن عُثْمَان بن عبد الدَّار صَاحب لِوَاء الْمُشْركين يَوْم أحد // (من الْكَامِل) //