الْمُسلمين إِلَّا رجل وَاحِد كَذَا ذكره ابْن إِسْحَاق وَالَّذِي فِي صَحِيح البُخَارِيّ من حَدِيث ابْن عمر يدل على أَنه أغار عَلَيْهِم على حِين غَفلَة مِنْهُم فأوقع بهم وَلَفظه أغار على بني المصطلق وهم غَارونَ وأنعامهم تسقى على المَاء فَقتل مقاتلهم وسبى ذَرَارِيهمْ وهم على المَاء فيحتملُ أَن يكون حِين الْإِيقَاع بهم سبوا قَلِيلا فَلَمَّا كثر عَلَيْهِم الْقِتَال انْهَزمُوا بِأَن يكون لما دهمهم وهم على المَاء وتصافوا ووفع الْقِتَال بَين الطَّائِفَتَيْنِ ثمَّ بعد ذَلِك وَقعت الْغَلَبَة عَلَيْهِم قيل وَفِي هَذِه الْغَزْوَة نزلت آيَة التَيَمُمِ قَالَ فِي فتح الْبَارِي قَوْله فِي بعض أَسْفَاره قَالَ ابْن عبد الْبر فِي التَّمْهِيد يُقَال إِنَّه كَانَ فِي غَزْوَة المصطلق وَجزم بذلك فِي الاستذكار وَسَبقه إِلَى ذَلِك ابْن سعد وَابْن حبَان وغزوة المصطلق هِيَ غَزْوَة الْمُريْسِيع وفيهَا كَانَت قصَّة الْإِفْك لعَائِشَة وَكَانَ ابْتِدَاء ذَلِك بِسَبَب وُقُوع عقدهَا أَيْضا فَإِن كَانَ مَا جزموا بِهِ ثَابتا حمل على أَنه سقط مِنْهَا فِي تِلْكَ السفرة مرَّتَيْنِ لاخْتِلَاف الْقصَّتَيْنِ كَمَا هُوَ بَين فِي سياقهما قَالَ واستبعد بعض شُيُوخنَا ذَلِك لِأَن الْمُريْسِيع من نَاحيَة مَكَّة بَين قُديد والساحِل وَهَذِه الْقِصَّة كَانَت من نَاحيَة خَيْبَر لقولها فِي الحَدِيث حَتَّى إِذا كُنَّا فِي الْبَيْدَاء أَو بِذَات الْجَيْش وهما بَين الْمَدِينَة وخيبر كَمَا جزم بِهِ النَّوَوِيّ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute