للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَبسهَا حَابِس الْفِيل أَي حَبسهَا الله عَن دُخُول مَكَّة كَمَا حبس الْفِيل عَن دُخُولهَا ومناسبة ذَلِك أَن الصَّحَابَة لَو دخلُوا مَكَّة على تِلْكَ الصُّورَة وصدهم قُرَيْش لوقع بَينهم الْقِتَال المفضى إِلَى سفك الدِّمَاء وَنهب الْأَمْوَال كَمَا لَو قدر دُخُول الْفِيل لَكِن سبق فِي علم الله أَنه سيدخل فِي الْإِسْلَام مِنْهُم خَلْق كثير وسيخرج من أصلابهم نَاس يسلمُونَ ويجاهدون ثمَّ قَالَ

وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَا يَسْأَلُونِي خطة يعظمون فِيهَا حرمات الله إِلَّا أَعطيتهم إياهَا ثمَّ زجرها فَوَثَبت قَالَ فَعدل عَنْهُم حَتَّى نزل بأقصى الْحُدَيْبِيَة على ثَمد قَلِيل المَاء يَعْنِي حُفْرَة فِيهَا مَاء قَلِيل يتبرضه النَّاس تبرضاً أَي يأخذونه قَلِيلا قَلِيلا فَلم يلبث النَّاس حَتَّى نَزَحُوهُ وشكي إِلَى رَسُول الله

الْعَطش فَانْتزع سَهْما من كِنَانَته ثمَّ أَمرهم أَن يَجْعَلُوهُ فِيهِ فوَاللَّه مَا زَالَ يَجِيش بِالريِّ حَتَّى صدرُوا عَنهُ فَبَيْنَمَا هم كَذَلِك إِذْ جَاءَ بديل بن وَرْقَاء الْخُزَاعِيّ فِي نَفَرٍ من قومه من خُزَاعَة وَكَانُوا عَيْبَة نصح لرَسُول الله

من أهل تهَامَة فَقَالَ إِنِّي تركت كَعْب بن لؤَي وعامر بن لؤَي نزلُوا أعداد مياه الْحُدَيْبِيَة مَعَهم العوذ المطافيل وهم مقاتلوك وصادُوك عَن الْبَيْت والعُوذ بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة جمع عَائِذ وَهِي النَّاقة ذَات اللَّبن والمطافيل الْأُمَّهَات الَّتِي مَعهَا أطفالُهَا يُرِيد أَنهم خَرجُوا لَهُم بذوات الألبان من الْإِبِل ليروو بألبانها وَلَا يرجِعوا حَتَّى يمنعوه أَو كني بذلك عَن النِّسَاء مَعَهُنَّ الْأَطْفَال وَالْمرَاد أَنهم خَرجُوا بنسائهم وَأَوْلَادهمْ لإِرادة طول الْمقَام ليَكُون أدعى إِلى عدم الْفِرَار فَقَالَ رَسُول الله

إِنَّا لم نأت لقِتَال أحدٍ وَلَكنَّا جِئْنَا معتمرين وَإِن قُريْشًا قد نهكتهم الْحَرْب فأضرت بهم فإِن شَاءُوا ماددتهم مُدَّة ويخلوا بيني وَبَين النَّاس فإِن أظهر فَإِن شَاءُوا أَن يدخلُوا فِيمَا دخل فِيهِ النَّاس فعلوا وَإِلَّا فقد جموا يعْنى استراحوا وَإِن أَبَوا فوالذي نَفسِي بِيَدِهِ لأقاتلنهم على أَمْرِي حَتَّى تنفرد سالفتي أَي صفحة الْعُنُق كنى بذلك عَن الْقَتْل أَو لينفذن الله أمره فَقَالَ بديل سأبلغهم مَا تَقول فَانْطَلق حَتَّى أَتَى

<<  <  ج: ص:  >  >>